كانت لحظة استثنائية ليلة الثاني والعشرين من فبراير 2014 احتفاء بالكاتب والروائي سي محمد برادة، والتي نظمتها حلقة "أصدقاء ديونيزوس" بمطعم "بوتي بوسي" بالدار البيضاء، حضرها أصدقاء وصديقات الكاتب مغاربة وعربا، افتتحت بورقة تقديمية عن حلقة "أصدقاء ديونيزوس"، جاء فيها: "كيف يمكن أن نعيش مرة أخرى مع "ديونيزوس" إله المرح والنشوة والشبق والريق المقدس الذي تتعدد أسماؤه وهو مفرد بصيغة الجمع في الأرض وفي الفضاء كي لا أقول في السماء؟ كيف يمكن أن نعيد للجسد (ذكرا وأنثى) حيويته الأولى حين كان لا يمتثل للأخلاق الوضيعة التي تحرمه من التمتع بالجمال في شتى تجلياته طبيعة وثقافة؟ كيف نرتب مقاما تجلس فيه الأنا مع الآخر ويكون ثالثهما عرق الآلهة يسري في كليهما مزيجا من الحياة والموت، من اللذة والألم، من الرشفة والرعشة... مهما كان نوعه وجنسه. برفقة أصدقاء وصديقات، مبدعين ومبدعات، سعينا (وسنسعى) إلى الاحتفاء بشتى تجليات الإبداع من خلال أسماء وتجارب إبداعية في حضرة ديونيزوس الذي يستجيب للانبعاث في كل ليلة نحتفي فيها بالإبداع ليؤنسنا في جلساتنا ويستمتع بحديثنا. حلقة "أصدقاء ديونيزوس" الأدبية والفنية أتت، إذن، لتزيح حجاب اللبس عن علاقاتنا وثقافاتنا المتعددة الألسن والجغرافيات... في هذا السياق يأتي الاحتفاء، هذه الليلة، بصديقنا الناقد والروائي سي محمد برادة المسافر مع ظله في مناطق وأصقاع الإبداع، كتابةً وتأملاً في الزمان والمكان من خلال النصوص التي يكتبها أو التي يعيد كتابتها (أقصد هنا الترجمة) أو التي يفتح لنا فيها نوافذ نطل منها على نصوص العالم شرقا وغربا... الكتابة عنده ممارسة وتجربة واستكشاف للمجهول قبل المعلوم، للهامش قبل المركز، يتفاعل فيها الأنا مع الآخر... ولأن سي محمد برادة صافح (ولا يزال)، في الكتابة وفي الحياة، العديد من التجارب ومن الأسماء، سنحاول هذه الليلة، وبحضور طيف ديونيزوس، أن نعيد بعض ملامح مساره الإبداعي المنسوجة بأيادي أصدقائه... فلنرفع تحية له يد الصداقة والمحبة، ولنشرب نخبه هنا والآن...". شارك في هذه الأمسية الاحتفائية الأساتذة والمبدعون: أحمد بوزفور، يوسف فاضل، قاسم مارغاطا، بنيونس عميروش، أحمد لطف الله، محمد عز الدين التازي، عبد الرحيم العلام، والشاعر الفلسطيني عمر شبانة ورئيس تحرير مجلة الهلال المصرية محمد الشافعي، اللذين ارتجلا كلمتيهما في حق سي محمد برادة مذكرين بفضائله وأياديه البيضاء على تجارب الأدب العربي المعاصر... إلى جانب حضور بعض الأسماء في مجال النشر (المصرية فاطمة البودي مديرة منشورات العين، وليلى الشاوني مديرة منشورات الفنك)، والسينما والمسرح (المخرج نوفل براوي، الممثل والفنان عبد الحق الزروالي الذي احتفى بطريقته بمحمد برادة بغنائه لرائعة الفنان الراحل محمد الحياني "راحلة"، والممثل رفيق بوبكر الذي أدى بدوره أغنية "الصينية" لمجموعة ناس الغيوان")، وصحافيين وفنانين تشكيليين وباحثين في مجال الأدب والنقد والفلسفة والسياسة والحقوق، وموسيقين (مجيد الذي كان يعزف على عوده ويغني أغاني من المغرب والشرق)...