تقليد راق هذا الذي دأب عليه «أصدقاء ديونيزوس» بالبيضاء عبر الالتئام، نهاية كل شهر، حول كاتب أو فنان للاحتفاء به وبمنجزه. تولدت الفكرة، أولا، في ذهن المبدعين الجميلين بوجمعة أشفري وعنيبة الحمري، ليتحلق حولهما لاحقا العديدون: هل نترك فضاءات الجلسات الحميمية مجرد تدبير للكلام العابر، وهل نترك الصدفة تتحكم في مجرياتها دائما وأبدا؟ ألا نحول تلك الفضاءات إلى أثر يحتفي في رحمه الكتاب والفنانون ببعضهم البعض؟ ألا نحولها إلى سيل جارف من الحب بدل تركها غنيمة للنميمة وما شابهها؟ وهكذا كان. صار الواحد منا ينتظر الجمعة الأخيرة من كل شهر، يتخلص خلالها من كل الالتزامات والمؤسسات ويخصصها ل»أصدقاء ديونيزوس» وضيفهم. ضيف الجمعة الأخيرة من الشهر الماضي لم يكن سوى عنيبة الحمري... ذلك السيل الصموت من الإبداع والحب والنبل... وهو ما أجمعت الشهادات حوله، مقتفية خصال الرجل في الحياة مثلما في الإبداع. أجل، لقد حقق «أصدقاء ديونيزوس»، منذ انطلاق مشروعهم، تراكما محترما من الشهادات حول الكتاب والفنانين الذين احتفوا بهم. لكن، ورغم إيجابية المتابعة الإعلامية لمنجزهم، فإنه أصبح من الضروري الآن التفكير في توثيق هذا التراكم ضمن كتب ورقية، فهو ذاكرة حية تستحق العناية وأثر راق يستحق الصيانة من زحف النمسيان.