كانت الساعة الثامنة مساء، من يوم 29 يونيو 2011، عندما دخل عازف العود المغربي سعيد الشرايبي إلى المطعم الكائن في إحدى زوايا شارع محمد الخامس بالدار البيضاء.. المطعم الذي اعتاد الطيار والكاتب الفرنسي سانت إيكزيبيري تناول العشاء فيه في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي كلما حل بالدار البيضاء.. كان سعيد الشرايبي هادئا، كعادته، مبتسما عندما استقبلته وحيته عيون أصدقاء ديونيزوس. أخذ مكانه بحيث يراه كل الحاضرين ذكورا وإناثا، وعوده متكئ على كرسي جهة قلبه، وصديقه الفنان سعيد المغربي جالس بيمينه... وابتدأ اللقاء بإيقاع الترحيب الموزون المنشد من طرف الشاعر محمد عنيبة الحمري، ليليه الكلام الذي نسجه الشاعر بوجمعة أشفري في العلاقة بين الحب والموسيقى وما يفعله الصوت في الجسد، ويأتي بعده الأستاذ الباحث عادل حدجامي متحدثا عن شجون المقامات والموسيقى عند الشرايبي، وينهض الفنان سعيد المغربي سالكا الحد الفاصل بين الفلسفة والموسيقى واضعا صديقه الشرايبي في المقام الديونيزوسي، وينهي الكلام الأول الباحث الجمالي موليم العروسي عابرا إلى علاقته الأولى بسعيد الشرايبي الآتية هي أيضا من مسالك الفلسفة والجذب الموسيقي... وانتهى الكلام الأول ليترك المجال لنشيد العود المحضون برقة متناهية في الخفاء والحياء بيدي عازفه سعيد الشرايبي.. مقطوعة، مقطوعتان، ثلاث مقطوعات، وعاد الكلام لأصدقاء ديونيزوس ليحتفوا هم أيضا بسيد وعازف المقامات السليمانية والمغربية والأندلسية و... وحتى صانعا الأعواد كانا حاضرين: عبد الله مريد وخالد ولد المعلم حسن، ليتحدث عبد الله عن سعيد الشرايبي وشغفه بالدقة المتناهية في صناعة هذه الآلة الموسيقية.. ولم يفت الحضور مطالبة الفنان سعيد المغربي بالعزف على عود سعيد الشرايبي.. هكذا كان، وهكذا سيكون في قادم الأيام...