الأصدقاء لا يتقدمون في العمر، لأنهم لا يساومون في الصداقة والحب. الأصدقاء واضحون حد الغموض، غامضون حد الوضوح. الأصدقاء لا يتراجعون، لا يتعبون، لا يتضايقون، لأنهم عبثا يلاحقون ديونيزوس ولا يصلون... ما يزيد عن خمسين من هؤلاء الأصدقاء اجتمعوا ليلة الجمعة الماضية في أحد المطاعم البيضاوية للاحتفاء بالشاعر المشاغب بوجمعة أشفري وديوانه الجديد:«الموتى (لا) يحبون السكر». شعراء ونقاد وفنانون وإعلاميون وكتاب أخذوا أماكنهم وقوفا وجلوسا والشتاء عبر النوافذ خيط من السماء. الكلمة التقديمية الأولى جادت بها قريحة الشاعر إدريس الملياني بأسلوب لا يخلو من السخرية والفكاهة والجدية الجادة، وتلتها كلمة عميقة للشاعر محمد عنيبة لحمري الذي غاص في أعماق الديوان بلغة شاعرية متينة صفق لها الحضور بحرارة.. هذه الحرارة، أيضا، لمسناها في شهادة الكاتب موليم لعروسي، الذي تطرق إلى علاقته بالمحتفى به منذ أن توطدت ذات يوم داخل الحرم الجامعي.. بوجمعة الشاعر.. اللغة المتميزة.. الأسلوب الجرئ.. المواضيع الخارقة لعادة الكتابة الشعرية.. بوجمعة الخجول.. بوجمعة اللطيف المحب للحياة: عبارات ومصطلحات أخرى تصب في اتجاه الحب والتقدير لهذا الرجل الذي اعتبره الأستاذ عثمان بنعليلا: الرجل الذي ينتقل بإنسانيته، شهادات من اليمين ومن الشمال، من الكاتب الكبير أحمد بوزفور إلى الفنان التشكيلي أحمد جريد.. من الإعلامية سناء العاجي إلى الناقد الفني عبد الله الشيخ... من القاص مصطفى جباري إلى الروائي عبد الله خليل، إلى الكاتب عز الدين العلام، إلى الآخرين.. بعد ذلك، ساد صمت رهيب داخل الفضاء ليستمع الجميع لقراءات من الديوان الشعري، وكان التفاعل.. و كان الضحك... وكان الإمتاع. وكانت المؤانسة....