لا يشك عاقل فيما حققته مملكتنا المغربية من إنجازات ومكتسبات حضارية متعدِّدة بتعدّد مجالات عيشنا واهتماماتنا؛ شِقٌّ منه في مجال التّنبّه لخطط تمزيق بلدنا وتشتيته وإحباط كل مناورات الدسائس والكمائن المتلوّنة بمتعدِّد الألوان والصّباغات، وشِقٌّ منه في (...)
لا يجادل عاقل في أن مراجعة هندسة جامعتنا البيداغوجية فعل حضاري مطلوب بين الفينة والأخرى لمواكبة تحديات نموذج مغربنا التنموي الجديد.
كما لا يجادل عاقل في أن مهد المعارف والعلوم نشأت وترعرعت بما نسميه اليوم التكامل المعرفي بين العلوم أو مد الجسور بين (...)
كم يحز في النفس ثقل التبعية الفكرية المعرفية والمنهجية لأسلوب من أساليب فهم قضايانا اليومية وتناولها من زاوية التحليل الديني، هذا الأسلوب الذي يَحكمه زمن ولى وسياق انقضى ولو كان قريبا في النصف الثاني من القرن العشرين الماضي.
فبعد أن عانت مناهج (...)
كرة القدم لعبة من لعب متنوعة متعددة تمارسها شعوب الأرض ودُوَلُها، هي حلقة في سلسلة حضارات البلدان متقدمةً كانت أم متخلفة أم نامية.
ولا تَثِقَن بمن يَركب أمواج هذه اللعبة لينفث سموم فكره المتعنّت ليصفها بأنها مخدِّر يُلهي عن مهمّات الأمور والمشاكل (...)
جميلٌ أن تكون خطاباتُنا وتحليلاتُنا وتصريحاتُنا وردودُ أفعالنا تستحضر مختلف الفاعلين من حولنا، جامعيين وباحثين ومفكرين وسياسيين وحقوقيين وإعلاميين ونقابيين وجمعويين وغيرهم من المهتمين، ليسهموا في تنوير الرأي العام والخاص. لكن ليس من الإنصاف (...)
لعلي أكون واضحا من منطلق تخصصي في مجال الفكر الإنساني إذا قلت: إن عبارة التحدي واستعراض العضلات المأثورة لدى المسلمين: "... جيش أَوَّلُهُ عندكَ وآخِرُهُ عندي" أصبحت واقعا لا نستطيع تغييره ولا الفكاك عنه؛ باعتبار أن الشعوب تداخلت فيما بينها وأصبحت (...)
نشرت جريدة هسبريس الإلكترونية مشكورة مقالا لي بعنوان "مفارقات حكومية" يوم 6 شتنبر 2020 الماضي، ومما كتبتُ فيه ما يلي:
"أن ينص الملك في خطاباته على حُسن التسيير والتدبير، ثم تمعن حكومتنا في إبداع لجن من بعض أحزابها فقط؛ لتصرف لهم ملايين الدراهم (...)
كلنا يعلم أن طبيعة المفارقات مُشوِّشَة تُفقِد الثقة في الذي يسقط فيها، ولفقدان الثقة هذا عواقب وخيمة على أداء المواطنين وعلاقاتهم الإيجابية بوطنهم.
والمنهجية المقصودة في مقالي هذا هي دقة السبك وإحكام النسج لمضامين كل من خطاب العرش وخطاب ثورة الملك (...)
لا يجادل عاقل فيما تنتفع به البشرية من مختلِف وسائل الاتصال والتواصل الإلكتروني، سواء أكانت مُسْهِمَة هي في إنتاجه وإنشائه أم كانت مجرد مستهلكة له فقط.
لكن لهذا الانتفاع إجمالا درجاتٌ متفاوتة يصل بعضُها إلى الرّيادة والتّحكّم في ناصية البحث العلمي (...)
بشأن "ما وقع في معهد تكوين الأئمة بالمملكة المغربية" تأويل بعيد عن الإسلام
مما ورد في بيان الاتحاد على موقعه الإلكتروني ما يلي:"يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق وحزن أحوال أمته، وما تعانيه من تفريق وتمزيق، وما هو مسلط عليها من مظالم (...)
التأويل هو المرجع والمصير إلى مآلٍ ما بدليل يدلّ عليه، يُبتَغى مستقرا وحصنا وملاذا.
والتأويل وسيلة وقنطرة نَعبُر من خلالها لبلوغ المأرب والمآل، ومجالاته متعددة يُعدّ تأويل الكلام هو المدخل الطبيعي لها؛ إذ يستحيل جعل جميع لغات البشر حاملةً وجهاً (...)
للثقافة ولِما نرثُهُ عن سابقينا، ولِطرق التربية والتوجيه -الرسمية وغير الرسمية- بالغُ الأثر في تشكيل عقل الأمور، خصوصا ما يتعلق منها بعلاقاتنا الاجتماعية.
وإن علاقات البشر الجنسية من أَوْلى ما اهْتمَّ به الإنسان وشَغَلَ البشريةَ قديما وحديثا، (...)
من الطبيعي لكل مسار فكري -فردي أو جماعي، يعيش حاضره منطلقا من ماضيه ليستشرف مستقبله- أن يتفاعل في نفسه وعلى الملإ نقاش موضوعات عيشه وسكنه، وترحاله المادي والمعنوي على السواء.
وبطبيعة أحوال اهتمامات الشعوب التطرق لعلاقاتها بحكامها وملوكها وأمرائها (...)
إن سرقة الناس بعضهم بعضا تتمثل في سرقة الناس أنفسَهم مما يُعَدُّ من قبيل المال العامّ الذي تُجَهَّز به مثلا بِنْياتُ مدننا وقرانا التحتية؛ فالمال مال الشعب يقوم بتدبير شؤون مشاريعه مختلف المسؤولين والموظفين والمنتخبين.
كنت هذا الصيف في ضيافة أناس في (...)
سؤال طرحه عليّ أحد الأصدقاء وهو رجل تعليم متقاعد..
أجبته بأن منهجية صَوْغ هذا السؤال تقتضي منا أن نطرحه على أنفسنا، كلٌّ في مؤسسته المهنية التي ينتسب إليها، والجواب الذي نحصل عليه من ذواتنا كفيل بتبيين وجاهة السؤال أو تهافت منهجيته.
قال لي: كيف (...)
بديهي أن يكون الناس على درجات متفاوتة في الفهم والإدراك والذكاء، لكن أن يبقوا بسطاء في التفكير -لا يطوّرون مكتسابتهم العلمية ولا مهاراتهم التحليلية، ولا يستزيدون علما متخصصا ينفعهم ولا اطلاعا منفتحا واقعيا يؤهلهم- يَضُرُّ أكثر مما يُصلِح، وهم بهذا (...)
إن نص الإمام ابن تيمية الذي ورد في نصوص الانطلاق لدرس "الإيمان والفلسفة" في كتاب منار التربية الإسلامية، بعد نصّيْن من سورة يوسف على نبينا وعليه السلام، يبيّن بوضوح موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول؛ درءا لتعارض العقل للنقل كما هو عنوان الكتاب (...)
سبق لي في مقال إلكتروني -بعنوان "في شبهات التربية الإسلامية: حذف الإرث والجهاد نموذجا"- أن نبَّهتُ على "الوعاء الحاضن لكل هذا وغيره مما ورد في الكتاب المدرسي هو تخصيص سورة بكاملها لمستوى تعليمي تعلّمي -لم يرد في سابقه من الكتاب المدرسي- شكّلت تلك (...)
من المعلوم أن النفس البشرية تشمئز بتلقائية من الوافد الجديد عليها غير المألوف لديها، لكن بعد فترة زمنية ما تنقشع غيوم النفور وتنجلي سُحُب الاشمئزاز، بفضل عوامل متعددة من بينها الحوار الهادئ والجدال المنبني على الأدلة العلمية الواقعية. ولهذا ثار جدلٌ (...)
من أبرز ما يثار من قضايا عند اقتراب أي استحقاق سياسي في بلدنا هو العزوف عن المشاركة السياسية ممثلة في التصويت يوم الاقتراع.
ومما هو معلوم تتضافر عدة عوامل -ذاتية وموضوعية، حقيقية ووهمية- تسهم في النفور والتنفير من المشاركة السياسية إدلاءً بالتصويت (...)
إن ما أَسَالَهُ التّنازعُ في وصف "التربية" ب"الإسلامية" أو "الدينية" من مداد وما يزال، لم ينشغل به مِنْ قَبْلُ علماء الإسلام الذين كانوا يعتبرون بما تحمله الألفاظ من دلالات، لا بالألفاظ في حد ذاتها، فلا يَنشغلون باللفظ إلا من جهة ما يؤديه من معنى؛ (...)
لا أتناول تحليلي لموضوع التربية الدينية من جهة تنزيلها قانونيا ومدى مطابقتها لما ورد في دستور مملكتنا، وكذا من له الحق في إصدار القوانين تنسخ أخرى سابقة.. بل أتناوله من جهة حمولته المعرفية ومدلولاته المعنوية باعتباره وصفا يقيد معنى الموصوف، ولن أثقل (...)