أنا متردد كالخمر الخجولة التي تتأبّى على شفاهٍ حسناء، أنا واثق أنني أريد أن أقول شيئا ما لكن هذه الصحراء الممتدة في اللانهاية تلهب ترددي، فَأنزلُ عند رأيي الأول:
- عالمنا تفوح منه رائحة الكآبة
ترمقني في توجس عذب فتقول بصوت لا يكاد يُسمع:
- هل (...)
".. ولم يشعر بحاجته إلى أمل ليؤنسه
كأن يخضوضر المجهول في الصحراء
أو يشتاق ذئبٌ ما إلى جيتارة "
محمود درويش [كزهر اللوز أو أبعد]
بأغنية عذبة تهدهد الفراغ الموحش في عقلي/موتي الهادر: " يا ترى يا وحشني بتفكر في مين .. كل نار تصبح رماد .." (...)
.. ما أجملك أيها الغروب لولا أن رحيلك يخلّف سماء كلها يعاسيب وجراد .. !قريتنا من بعيد تتراءى في عزلتها كعجوز تحفها الصخور والجنادل لتحكي لها حكايات زمن لا وجود له. هرْرْ..هرْرْ .. تصعد بشق الأنفس مُنعرجا هائما في القفار ثم تلتوي في وهدة كأنها أفعى (...)
" والشاعر المجيد حقا يمتاز من غير المجيد، بأنه إذا تحدث إليك لم يمكنك من
أن تسير معه كما تسير مع نفسك، وإنما يضطرك أن تفكر وأن تجهد نفسك
في أن تفهمه، وتحسه وتشعر معه".
بول فاليري
مقدمة حول مأساة الشاعر مع التاريخ والنقاد والدارسين: (...)
في عجلتي أُهيّء كل شيء حتى أبدو متناسقة وحتى لا تسقط عيناه على شيء في كُلّي تصرفه عني ..
- هل تسمعين أيتها المرآة؟ أقول : في كُلّي ..
أستأنف التحديق من خلف محفظة وضعتها قبالتي.كحمل وَجِل كنت أستخفي من خلف المحفظة،تسلل كُلُّها إلى كياني، بُهِتَتْ (...)
الحب العجوز
تنجلي في أفق غامض .. ثم تؤوب إلى نفس اليوم كموجة خجولة على الساحل. ثم تجعل يدك تحت ذقنك شاردا لتلعن في سرك: سر سر سرررررررررررر..
ترفع السماعة وتلهو بها كأبله وكلامها يختنق في السماعة. تضعها وتبتسم في يأس وخيالها لا يفارق خيالك:
- (...)
سأنهارُ حتماً حينما تعطسُ السماءُ يوماً بلا رعدِ
سأنهارُ حتما حينما تعطس السماء يوما بلا
سأنهارُ حتما حينما تعطس السماء يوماً
سأنهارُ حتما حينما تعطس السماءُ
سأنهارُ حتما حينما تعطسُ
سأنهارُ حتما حينما
سأنهارُ حتماً
سأنهارُ
سأنهارُ (...)
" الأدب هو التأكيد الخالد لروح الإنسان".
جيمس جويس
إن من عجائب الأدب أنه عالم مضطرب كموج البحر ليس له حدود ثابتة، ينطلق بنا - من خلال فرسانه ومدارسه ونقاده وكتّابه وعشاقه ومنظريه - من نظرية إلى أخرى ومن مذهب حتى آخر، فتقوم دوامات من الجدل (...)
أسافرُ في الأفق بلا رغبة واضحة .. الصّبار يُنيخ بأشواكه ليس على
قلبي فحسب، وإنما على ما خلّفته الأيام من هذا الجدار المتآكل وتلكم
الأحجار المتدلية في استسلام على الخراب .. النسيم ! لم يعد هناك
ما يدعوه للتحمّس والانسياب بيننا مرفرفا بالأمل (...)
متى سأجلس ..؟
.. ثلاث ساعات تمضي مني ، وأنا أحدق في هذا الكرسي ،
هل أجلس .. ؟ إنني أحترق بالانتظار ! تقدمتُ نحو ما أرى،
عدتُ لأرى فوجدتني غائبا .. نعم .. أنا غائب .. حينما يستبد
الوهم بعينيّ أرتدُّ خاسئا إلى شيء ما، أرتشفُ رذاذ كل حقيقة وأظلُّ (...)