متى سأجلس ..؟ .. ثلاث ساعات تمضي مني ، وأنا أحدق في هذا الكرسي ، هل أجلس .. ؟ إنني أحترق بالانتظار ! تقدمتُ نحو ما أرى، عدتُ لأرى فوجدتني غائبا .. نعم .. أنا غائب .. حينما يستبد الوهم بعينيّ أرتدُّ خاسئا إلى شيء ما، أرتشفُ رذاذ كل حقيقة وأظلُّ أؤكد : - إن الكرسي أمامي ينزف بالإنسان .. - الشمس عمياء .. - الشمس عمياء .. ؟؟ - والغياب أبصرُ منها .. على عمى هذا الكرسي وتلكم الشمس .. قهقه متهكما، ثم ابتسم ساخرا : - وبعدُ يا حكيم الزمان ..! لا ضير .. الحكمة في زمن الجنون كالحمار في زمن الفاكس ! والكرسي الذي أمامي يهذي ويخور .. والبخار الذي يتصاعد منه اللحظة يتكاثف .. ويتكاثف.. وأنا والذباب - الحاضران الغائبان - كالجائعان ننتظر بشغف بداية مُوَفّقَة لنزيف آخر !