".. ولم يشعر بحاجته إلى أمل ليؤنسه كأن يخضوضر المجهول في الصحراء أو يشتاق ذئبٌ ما إلى جيتارة " محمود درويش [كزهر اللوز أو أبعد]
بأغنية عذبة تهدهد الفراغ الموحش في عقلي/موتي الهادر: " يا ترى يا وحشني بتفكر في مين .. كل نار تصبح رماد .." أي نعم يا أم كلثوم رمااااااااد ورماااااد .. عما قريب ستندثر النخلة وسط هذا الفراغ الأحمر وهذا السراب/الفراغ المهول: .. ش..ش..ش..رررخ .. شرررخ .. تتلاشى النخلة ثم تعود متراقصة في السراب .. ياآآآه .. من يوقظ في عيني صحوها ؟؟ النخلة هي النخلة أراها أمامي هنا كما أرى أناملي المرتعشة، فلماذا كلما حاولتُ أن ألفّها جميعها في قبضة يدي، تنفلت منها لتذوب في السراب ؟؟ لا ..لا..لا يمكن أن تكون النخلة غيرها؟ النخلة ليست هي أمريكا، النخلة أمامي هي النخلة، ولا يمكن أن تكون هي غيرها !! .. أقتربُ بحذرِ قطٍّ يقترب من عصفورٍ لاَهٍ .. أقتربُ .. أكثر.. أمدُّ قبضتي.. تنفرج أصابعي في .. الفراغ .. النخلة متدحرجة .. أمدُّ خطوة .. أ ت س ا ق ط في لهيب الشك. النخلة نائمة.. خطوتين .. النملة نائمة .. ثلاث خطوات .. النخلة كالميت ممددة على .. أمدُّ يدي .. شرررخ .. ثم شرررررررخ .. .. النخلة كالميت ممددة على .. فيتلاشى الفراغ والسراب والنخلة الممددة كالميت والألوان والأضواء والسيجار الأمريكي على أرض رخامية لامعة في هذا الصالون/المقهى/ العَدَمِ التائه ..