تنجلي في أفق غامض .. ثم تؤوب إلى نفس اليوم كموجة خجولة على الساحل. ثم تجعل يدك تحت ذقنك شاردا لتلعن في سرك: سر سر سرررررررررررر.. ترفع السماعة وتلهو بها كأبله وكلامها يختنق في السماعة. تضعها وتبتسم في يأس وخيالها لا يفارق خيالك: - كلامنا موغل في الشيخوخة.. في رحاب تْفُو الطفلة موردة الخدين يلحس الخجل فيهما بقايا بضاضة مزقها لفح الأيام.تعض أصبعها ويعضها الشرود.تبتسم بلا معنى.يتحلب ريقها كقطة يمزقها الجوع .. - تْفُو .. تلازم تْفُو شفتيها القاحلتين،أَلْتَفِتُ إلى القاحلتين فيعضني الشرود.. يهدر عقلي بالذهول فأسافر في : يا..ا.ا.آآآآآآآآآآآآآآآآآه! أستفيق من الشرود،فأجد الطفلة وأباها قد سرقا مني كيس الزيتون، ووضعاه في جوف كسرة خبز فَفَرّا هاربيْن .. عادت إليّ: يا..ا.ا.آآآآآآآآآآآآآآآآآه! تخيلتُ القاحلتين وهما تستقبلان الزيتون، وتتألقان برضاب أسود، قلت في سري : - كيف حال تْفُو الآن وهي تتعثر في القاحلتين؟هل تخلصتا منها لتُهرع إلى قاحلتيّ أنا؟ رفعتُ نظري إلى وجنة الأفق.. تلاشيا في الأفق .. ضحكتُ،ثم تعاظم ضحكي لما أرخيتُ بصري إلى الأرض،فوجدتُ ميكا صفراء في داخلها نقود صفراء كانت كل ما تملكه الطفلة وأبوها..