مما لا يخفى على الجميع أن الجزائريين ساهموا في الحياة الثقافية التطوانية بنصيبهم، كشريحة اجتماعية منصهرة في المجتمع التطواني وفاعلة فيه، في محاولة لإثبات الذات والتعبير عن مكنوناتهم ودورهم في هذا المجتمع ،وتبيان مشاركتهم الإيجابية فيه، ونحن نحكم على (...)
من دون شك، إن من بين علامات ودلائل اندماج الجزائريين في الحياة المدينية المغربية العامة، التي تؤكد بطلان أطروحة التأليف الاستعماري ومن نحى نحوه، انخراطهم في المجتمع المغربي وإسهاماتهم المتعددة فيهن ودفاعهم عن الهوية الحضارية الإسلامية، ووحدة المغرب، (...)
نستشف من البحث الميداني الذي أنجزه جولي Alexandre Joly حول الصناعة الحرفية بتطوان، ونشره سنة 1909م في مجلة المستندات المغربية، أن حومتي الوسعة وسوق الغزل كانتا معقلا سكنيا وتجاريا وحرفيا في نفس الآن لمجموعة من المهاجرين الجزائريين الذين فضلوا (...)
مظاهر التأثيرات العثمانية بتطوان (الجزء الثاني)
1 - الحياة الثقافية اللغوية:
فيما يتعلق بالتأثيرات العثمانية اللغوية يقول مؤرخ تطوان أحمد الرهوني: من المعلوم أن سكانها، "أي سكان تطوان". أخلاط من عرب نازحين إليها من الأندلس وغيرها.ومن بربر أصليين (...)
نظرا للروابط الجغرافية، والعرقية، والثقافية التي تجمع بين البلدين المتجاورين ظل المغرب والجزائر على مدى قرون عديدة كالقطر الواحد، حيث كان سكان القرطين ينتقلون بحرية تامة، لا يفصلهم عن النقل والتنقل بين هذا لابلد وذلك أدنى حاجز. وكانت لهذه الهجرة (...)
يبدو ان إسهامات الجزائريين بتطوان خلال النصف الثاني من القرن 13ه/ 19م، تجلت في الحقل الثقافي، في جملة من المظاهر الأساسية المميزة للمجتمع الإسلامي وهويته الحضارية.
نجتزئ منها على الخصوص: علوم الدين والأدب والتعليم، كما تبينه المصادر المغربية (...)
من خلال إحدى الرسائل المخزنية، تعرفنا على حومة الجماع الكبير، كإحدى الحومات التطوانية التي استوعبت مهاجرين جزائريين، منهم السيد أحمد بن الشطاب الجزائري، الذي قادته الاقدار الىا لسكنى باحد الدور الكبرى والمشهورة، وهي دار بجة.
فهذه الرسالة إلى السلطان (...)
مما لا شك فيه، أن المهاجرين الى تطوان في القرن 13ه/19م بسبب عددهم وشرعة انتشارهم وطول مدة إقامتهم، حتى أن أغلبهم فضلوا الإقامة النهائية بها، عملوا على إثراء العمارة والتعمير بالمدينة في مجالات عديدة نذكر منها:
_ زيادة تعمير* الحومات* في المدينة (...)
ركز الرهوني في كتابه عمدة الراوين، تراجم الشخصيات التطوانية سواء المعاصرة له أو السابقة، فكيف تم إدراج العائلات الجزائرية المستوطنة بالمدينة؟ وممن تألفت هذه العائلات؟
إن عدد العائلات التي رصدناها في الكتاب، هو سبعة وثلاثون عائلة، وهو عدد غير نهائي، (...)
في الواقع، تعد هذه الوثائق المخزنية السلطانية وغيرها التي كتبت في وقت لاحق، وهي غنية بالمعلومات التاريخية عن هجرة الجزائريين إلى تطوان، مصدرا أساسيا للتاريخ الإجتماعي لمدينة تطوان في منتصف القرن الثالث عشر الهجري موافق العقد الثالث من القرن التاسع (...)