من خلال إحدى الرسائل المخزنية، تعرفنا على حومة الجماع الكبير، كإحدى الحومات التطوانية التي استوعبت مهاجرين جزائريين، منهم السيد أحمد بن الشطاب الجزائري، الذي قادته الاقدار الىا لسكنى باحد الدور الكبرى والمشهورة، وهي دار بجة. فهذه الرسالة إلى السلطان عبد الرحمان بن هشام، إلى قائد تطوان السيد محمد بن عبد الرحمان اشعاش مؤرخه في 2 ذي القعدة 1255 6 يناير 1840م يامره فيها بإسقاط الكراء عن السيد احمد الشطاب الجزائري والانعام عليه بالسكنى فيها من غير شيء يلزمه جبرا لحاله واظهارا لأثر ايوائه إلينا وانحياشه لجانبنا. يقول مؤرخ تطوان الفقيه محمد داود، بأن دار بجة المذكورة من الدور الكبرى في تطوان ورثها بيت المال عن المثري الشهير السيد امحمد بجة الذي كان من كبار التجار المغاربة بجبل طارق في بداية القرن 13ه إلى اوائل القرن 19م. وعن موقع دار بجة يقول الفقيه داود: والدار المذكورة معروفة في حومة الجامع الكبير أمام زاوية سيدي بن مرزوق وما زالت إلى حد الآن تحت تصرف اولاد بن شطاب وكانت مضرب المثل في كبرها واتساعها بالنسبة لغيرها من دور تطوان. ومن خلال هذه المعلومات يلاحظ ان السيد احمد بن شطاب الجزائري الأصل هاجر إلى تطوان بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر، واستوطنها واستقر في اهم وأكبر دورها، ويبدو انه كان يؤدي كرائها من ماله الخاص، إلى أن جاء الامر السلطاني، باسقاط الكراء عنه، وتثبيته على السكنى فيها من غير شيء يؤديه اشفاقا على حاله، ومراعاة لوضعيته كمهاجر إلى إخوانه في الدين، اهل مدينة تطوان. وأهمية موقع حومة الجامع الكبير لاتخفى في النسيج الحضري لمدينة تطوان، فهي جزء من حومة البلد القلب النابض للمدينة، وقريبة من الأسواق التجارية والحرفية، وموطن اعيان تطوان ووجهائها وتجارها، بمختلف طبقاتهم وجحتى رجال المخزن. وأهميتها من الناحية الثقافية والسياسية لا جدال فيها، ففيها يوجد الجامع الاعظم الذي منه استمدت اسمها وشهرتها، لأنه كان معقلا للعلم والمعرفة وخاصة المعرفة الدينية، ومكانا للتداول في الامور السياسية المحلية والوطنية، فضلا عن كونها سكنى رجال العلموالثقافة بها، ولا شك ان استيطان الجزائريين بها يحمل اكثر من معنى ودلالة خاصة ما يتعلق بمدى استفادتهم منها ومدى اندماجهم فيها وعلاقتهم بسكانها. يتبع ريس تطوان، بنقلا عن كتاب: الجزائريون في تطوان خلال القرن 13 ه/19م. مساهمة في التاريخ الاجتماعي للمغرب الكبير