خيط الروح:
«إلى وحشتي أمضي
من وحشتي أعود
رفاقي في الرحلة خواطري
وخواطري تكفيني»
شاعر نسيت اسمه
في طريقين اثنين، وفي نفس الوقت، كنت أمشي.
الطريق الأولى هي الشارع، وكنت أسير في وسْط الناس المسرعين المتزاحمين، وأنا أحاذر أن أصطدم بأحد. على يميني نهر (...)
كأن الكتابة بينيلوب: تنسج وتفسخ، تَعقل وتحُل، والضفتان معا فى نهرها الجارى يجريان معها.. فيها الحياة بفتنتها وحيويتها ومرحها ونزقها ورقصها ونشوتها… على سطح ماء النهر تلعب، والموتُ يرسُبُ فى قاع النهر ويَتَغَرٌيَن، هو خصبُ الحياةَ… سمادُها ونُسٌغها، (...)
1)
طفل لم يتعود بعدُ المشيَ، ينهنه في مهد مهجور في وسط الشارع، كنت أطل عليه من فوق السطح.
لم يرني. كنت أطل عليه و أراه.
يبكي، يحسب أن لم يره أحد، وأراه يصرخ للضوء الأصفر في ليل الشارع، للبرد و للوحدة، ينشج، يهتز يكاد يذوب، ولم يره أحد يحسب، لكني كنت (...)
(هل أنت هنا؟) وهو يكتب الجملة، سمعها آتية من المطبخ. توقف عن الكتابة مندهشا وأسرع الى زوجته في المطبخ:
هل قلت شيئا حبيبتي؟
نعم سلت إن كنتَ هنا.
بالطبع أنا هنا. أين أكون؟
-ظننت أنك قد تكون خرجتَ.
ورجع الى المكتب، وتابع الكتابة:
(هل أنت هنا؟ -لا لست (...)
الأوركسترا كاملة على المسرح. المايسترو يدير وجهه إلى الجمهور، يلقي على القاعة الغاصة بالصمت والترقب نظرة متفحصة وإصغاء مرهفا يستقصي بهما أية حركة/ نأمة لم تسكن/ تسكت بعد.
تسترخي قسمات وجهه المتفحص المصغي، يعبر مقدمة المسرح في خطوات عجلة إلى الكواليس (...)
رأيتُه، أولَ ما رأيتُه، خطيبا، كان يخطب فينا نحن تلاميذَ الثانوية، ويحرضنا على الإضراب، شدني إليه صوتُه الجهوري، ثم فصاحتُه التلقائية، ثم أفكارُه المنظمة، وجدتُ أن كثيرا من المستمعين يعرفونه: إنه (المزكَلدي زعيم الطلبة). ثم التقيت به في بيت صديق (...)
I شيء ما:
هناك شيء ما يثير الخوف في هذا البيت. أعيش فيه وحيدا. تعودت أن أتحرك فيه بتلقائية وأمان حتى في الظلام. أعرف أماكن الأثاث، والابواب والنوافذ.. وأسير فيه دون أن أرى.. حتى في ضوء النهار أو الكهرباء.. أسير فيه دون أن أرى اعتمادا على الذاكرة (...)
1 - الحكاية نص شفوي يرويه لاحق عن سابق بالمعنى لا باللفظ، وكثيرا ما يختلف رواته في العبارة و إن اتفقوا في المحتوى. وهو لذلك نص حكائي أكثر مما هو لغوي. بينما القصة نص مكتوب او كتابي يُنقَلُ بصيغته فضلا عن محتواه. وهو لذلك نص سردي ولغوي تكمن جمالياته (...)
1 - الحكاية نص شفوي يرويه لاحق عن سابق بالمعنى لا باللفظ، وكثيرا ما يختلف رواته في العبارة و إن اتفقوا في المحتوى. وهو لذلك نص حكائي أكثر مما هو لغوي. بينما القصة نص مكتوب او كتابي يُنقَلُ بصيغته فضلا عن محتواه. وهو لذلك نص سردي ولغوي تكمن جمالياته (...)
عزيزي... قلت إنك لم تكن تريد الإقامة بشقتي، لأنه يؤلمك أن تدخل في منظومة مغلقةٍ أُعِدَّ كل شيء ليكون تكرارا ومرئيا لمن يعيش فيها، وإنك تشعر بالجُرم لو رفعت فنجانا ووضعته على الجانب الآخر من المنضدة.
طيب يا صديقي لقد أصبت نفسك بنفسك، أنت تحترم الفنون (...)
(برادة): كبيرنا الذي علمنا السحر، وفتح في الجدار الصلد لهويتنا العتيقة نوافذ على الحداثة، وعلمنا كيف نتذوّق الجمال في غين اللغة والحلاوة في حاء الحياة.
تعرّفتُ على الأستاذ محمد برادة في أواخر ستينيات القرن الماضي. كنتُ طالبا وكان أستاذا: واحدا من (...)
اسمحوا لي أن أخصص هذه الشهادة، ليس لما يمارس في القصة من التجريب، ولكن لما يمارس عليها من التخريب، والتخريب الذاتي أساسا، أي ما نمارسه على القصة، نحن كتابها من التخريب.
ومن عوامل هذاالتخريب في نظري:
1- الكاتب بدل الكتاب:
ذلك أننا أخذنا نهتم في (...)
«يكتب المستهام على النهر/ أحزانه فتسيح من القلب هاربة كالشذا/ كذا...».
وإذن، فالمستهام يكتب أحزانه على النهر، كما يكتب القدر ناس جبران:
«إنما الناس سطورٌ/ كُتبت، لكن بماءْ».
أما هذه الأشعار، فقد كتبت بالحزن، وإنْ على الماء. وكلما لامست الماءَ ضاعت (...)
1 الماء: و الماء في الإكواريوم و في الماء ثلاث سمكات صغيرة ملونة : حمراء و زرقاء و صفراء أسماك دائمة الحركة لا تسكن تضرب بزعانفها في كل اتجاه و لا تصطدم ببعضها و الماء /الرحيم يرقص فرحا بألوان الأسماك و حركاتها ، و يتشكل في دوائر و موجات تنداح حتى (...)
«ملائكة السراب» رواية، أيْ نص خياليّ أو متخيل، ولكنها مهمومة بعوائق التحديث في المجتمع المغربي، حتى لنستطيع أن نستخرج منها أطروحة متكاملة في الموضوع، ثم نعود فنستخرج منها أطروحة مضادة أيضاً. ما أكثر الأحداث والوقائع والآراء والمواقف في الرواية وما (...)
(إهداء إلى الصديق محمد بنطلحة
والشعراء ومحبي الشعر المحتفين به)
مطاردة:
للشعر نهدان صغيران ولحية بدائية وأرجل خمس
حين أكتب القصة بالليل، يعري نهديه ويغمز لي
فأضطرب وأرتبك حتى أكسر قلم الرصاص
حين أكتب بالنهار، يكشر عن لحيته
فأضطرب وترتجف يدي حتى (...)
لم أصدق وأنا أسمع الصديق الأستاذ خالد الأشعري يدعوني إلى المشاركة في الاحتفاء بصدور كتاب جديد للأمين الخمليشي. أخيرا تزحزح الجبل... وتمخض ، فولد كتابا. والفضل في ذلك للأستاذ خالد، الذي لا يعادل حسدَنا له لأنه فجّر الماء من الصخر، إلا فرحُنا بهذه (...)
لايستطيع أن يحدد بالضبط كيف أحس بذلك. لقد حدث فجأة ودون سابق إنذار. كان عبد اللطيف وزوجته في ضيافتهما. تحدثوا عن أشياء جميلة ورائعة لا يذكرها الآن. بلى، يذكرها لكنه لا يستطيع تذوقها بنفس المتعة: تحدثوا عن شكسبير وعطيل، عن فاوست وبيتهوفن وفاغنر، (...)