1 الماء: و الماء في الإكواريوم و في الماء ثلاث سمكات صغيرة ملونة : حمراء و زرقاء و صفراء أسماك دائمة الحركة لا تسكن تضرب بزعانفها في كل اتجاه و لا تصطدم ببعضها و الماء /الرحيم يرقص فرحا بألوان الأسماك و حركاتها ، و يتشكل في دوائر و موجات تنداح حتى الجدار الزجاجي للإكواريوم أو تتقلص . تنبسط و تنقبض في حدودها الزجاجية الضيقة كأنها دلالات قصة قصيرة . و الماء يداعب بلمساته سمكاته الثلاث. الماء يعشق الأسماك . 2 االتراب :و على التراب تسير ثلاث نملات عجاف . نملات سوداء دقيقة ألخصور و تحمل كل واحدة منها ذرة خبز بيضاء ، تسير مثقلة بها في الصف الصف. الذي فيه أختاها ، و فيه أثار ملايين النمال التي مرت على التراب نفسه منذ عهد النبي سليمان . النملات الصغيرات السوداء تدغدغ التراب الناعم فيضحك حتي يتفسخ و ينهال :ثم تتضامُّ ذراته بسرعة و يشد بعضه بعضا لتسهيل مرور النملات. التراب يعشق النملة . 3 النار : و في النار الحمراء ثلاثة عفاريت صغيرة حمراء لا بد أنهم دخلوا من النافذة المفتوحة ليلا . أتوا النار مباشرة و أخدوا يتطايرون فوقها كالشرارات و هم يغنون : الخميس و الجمعة و السبت /كسكسو و زبدة و اللفت / الخميس و الجمعة و السبت/ و اللي فوق يهبط للتحت / الخميس و الجمعة و السبت/ الشعر و القصة و البحث / الخميس و الجمعة و السبت/ بنادم حصل و الجن فلت / الخميس و الجمعة و السبت/ الخميس و الجمعة و السبت. يؤجج الإيقاع النار فتمتد لتعانق العفاريت الصغار .. النار تعشق العفاريت . 4 الهواء : و في الهواء تسبح ثلاثة أحلام : الحلم الأول : حلم الحاكم العادل . الحاكم المستبد الذي يقرر و يفرض و ينفذ . يحشد و يعبئ و يقود . الحاكم الذي يهب و لا يأخذ . يقرب و لا ينبذ . و الذي حين يموت تبكيه الملاين و تكتتب لتسديد قروضه . الحلم الثاني : حلم الدُون جوان ، الذي تطارده الجميلات من كل أنحاء العالم و هو يتدلل و يتأفف و يهمس لأصدفائه : الجمال ممل . الدون جوان الذي حين يُقدَّم للجميلات يصرخن ضاحكات متقافزات : قد عرفناه قد عرفناه وهل يخفى القمر ؟ الدون جوان الذي لا يختار في الليلة الواحدة إلى جميلة واحدة لينتقل هو في الغد إلى جميلة أخرى ، و تنتقل هي إلى أرملة غدها في أمسها . الحلم الثالث : حلم الكاتب العظيم الذي يلخص الكون القادم في قصة قصيرة جدا:عنوانها الكون الذي كان . الأحلام الثلاثة تطير في الفضاء تحلق حتى أقصى حدود الغلاف الجوي ثم تردها الريح إلى المدى المرئي و تحفظها من الضياع. الريح تعشق الأحلام 5 أحمد شكر : و أحمد يعمل طوال النهار، فإذا أخلى بنفسه ليلا، فتت الأحلام و أطعم بها السمكات و النملات و العفاريت .. ثم عاد فأطعم بالسمكات و النملات و العفاريت الأحلام . حتى إذا امتزجت هذه بتلك و تلك بهذه ..شكلَّ منها جميعا قصصا قصيرة و أعطاها عنوان «العناصر « . سي أحمد يحب القصص .