قالت آنا تيرازاس، مصممة الأزياء المكسيكية، مساء الثلاثاء، إن الألبسة والإكسسوارات في الأعمال "ليست ترفا فنيا؛ بل عملية جوهرية"، مشددة على أن "اختيار الأزياء المناسبة لا يكون اعتباطيا، وإنما من بحث عميق عقب الاطلاع على العمل مكتوب على الورق. فبعد الاطلاع عليه، تُقدم ملاحظات ويُحرك المزيد من البحث؛ فالأبحاث جزء أساسي لتحفيز مخيلة المصمم وتخصيبها". وأوردت تيرازاس، خلال ندوة صحافية عُقدت بعد تقديمها ندوة ضمن النسخة الحادية عشرة من ملتقى "قمرة السينمائي" الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، أن "التصاميم قد تأتي من الشارع أو من صور تصادفها وتجدها ذات ارتباط ما بشخصية داخل المشروع". وأضافت أن "النقاش مع فريق العمل من مخرجين وغيرهم يوفر رؤى تشاركية وتعاونية تفضي إلى اختيارات جيدة للتصاميم والملابس والأنسجة والإكسسوارات". وأكدت المصممة المكسيكية أن "ثلة من الناس لا تدرك التعقيدات الموجودة في تصميم الأزياء"، موضحة أن "هذه الفئة تتصور أن عملا ما ينجح بلا أزياء، مع العلم أنه بدون الأخيرة تضحي الشخصيات كلها متشابهة ومكرورة وغير منسجمة". وتابعت: "في التصاميم، تحظى الشخصيات برونق خاص. نمنحها ملامح جديدة لأداء الدور بحرفية ودقة، سواء أكان ذلك في شريط روائي أو سلسلة تلفزيونية". وبيّنت المتحدثة أن "في الأفلام التاريخية، تكون الأزياء ذات طابع خاص بالمقارنة مع الأعمال المعاصرة؛ ومن السهل التدقيق في مدى مطابقة الأزياء لتلك المرحلة التاريخية التي يتناولها المضمون"، مؤكدة أن "الحرفية في المحتوى المعاصر تكمن في القدرة على ثني المشاهد عن التركيز على الأزياء بحد ذاتها، ليشعر بها انسيابية وغير لافتة؛ فهي في النهاية جزء من الشخصية فحسب". وأضافت تيرازاس أن "عمل المصمم لا ينجح إذا لم يؤازره المخرج وطاقم الفيلم. يغدو، حينها، بلا صوت"، وشددت على أن عمله "ليس سهلا، ويتطلب وقتا طويلا لتقديم مقترحات ملائمة". وأوردت: "أي مسلسل أو شريط لا يتعلق بقميص مثلا، بل بالقصص التي تسردها الشخصيات عبر ارتباطها بالزي. تحقيق الترابط ليس أمرا هينا، ويرافقه في كثير من الأحيان توتر، إلى درجة أننا في بعض الأعمال قمنا باختراع الأزياء كلها من المرحلة الصفر؛ لم يتم اقتناؤها، بل صُنِعت حرفيا". وأشارت المصممة، التي تعاملت مع مخرجين بارزين من طِراز ألفونسو كوارون وأليخاندرو غونزاليز إينياريتو وسام منديز، إلى أن "مشهدا واحدا من بضع دقائق استغرق نحو ستة أشهر في عملية الأزياء"، موضحة أن "الأفلام لا يصنعها شخص واحد، وأهم شيء هو تكوين فريق قوي؛ لأنك ستعيش مع هذا الفريق لفترة طويلة. لا بد من انتقاء أشخاص لديهم تلك القدرة الفطرية والموهبة لترجمة ما يجول في الذهن إلى واقع حقيقي". وزادت المتحدثة قائلة: "لا بد من استحضار أرضية تفرز لغة سينمائية واحدة لدى كل الفريق، وتقديم ما هو متوقع منا بثقة واحترافية"، مشيرة إلى أن "مشاهدة فيلم تعني خلق حياة واقعية، ويجب على المصمم قضاء وقت طويل للتفكير في الألوان والأقمشة وكل جانب صغير من التفاصيل، من أجل تقديم الشخصيات بالشكل المناسب، والحفاظ أيضا على المزاج العام للعمل، والحرص على توفير مناخ متماسك بين التصاميم وبقية تفاصيل المشروع". مسيرة المصممة التي تشارك ضمن فقرة "خبراء قمرة" تمتد عبر السينما والتلفزيون والمسرح. وتعد واحدة من "أكثر مصممي الأزياء تأثيرا في جيلها". وقد تأثرت بحب والدها للرسم ووالدتها للأقمشة، فبدأت رحلتها في تصميم الأزياء والمسرح قبل أن تنتقل إلى السينما مع فيلم "عجز" (2007) للمخرج غيل غارسيا برنال. وتعاونت مع سام مندس في فيلم جيمس بوند "طيف" (2015) وألفونسو كوارون في فيلمه الحائز على جائزة الأوسكار "روما" (2018).