برز إقليمالحسيمة في صلب التعيينات الجديدة التي كشفت عنها المديرية العامة للأمن الوطني، يوم الأربعاء، ضمن حركة واسعة همّت مناصب المسؤولية بعدد من المصالح الأمنية اللاممركزة، وشملت ايضا الناظوروالعيون. وفيما توزّعت التعيينات على أكثر من جهة، شكّلت الحسيمة الاستثناء من حيث عدد المناصب المعنية، حيث تم تعيين أربعة مسؤولين جدد على رأس وحدات أمنية استراتيجية، في مؤشر يعكس الرغبة في ضخ دماء جديدة وتدعيم البنية الأمنية بالاقليم، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بتوسّع النسيج الحضري، والتحولات الاجتماعية التي تعرفها المنطقة. وشملت هذه التعيينات منصبين داخل المجموعة المتنقلة للمحافظة على النظام، التي تُعتبر الذراع التدخلية الأساسية في تدبير حالات الشغب وضمان النظام العام، من خلال تعيين نائب لقائد المجموعة وقائد لوحدة ميدانية تابعة لها. كما جرى تعزيز جهاز الشرطة القضائية من خلال تعيين رئيس جديد للفرقة الأمنية بمنطقة أمن إمزورن، إلى جانب تعيين رئيس فرقة جديدة بالمصلحة الجهوية للاستعلامات العامة، وهي الجهة المكلفة برصد الأنشطة ذات الطابع الحساس وتنسيق المعطيات ذات الطابع الاستخباراتي. وتندرج هذه التحركات ضمن نهج مؤسساتي معتمد على مبدأ التداول على المسؤوليات داخل جهاز الأمن الوطني، من خلال منح الفرصة لأطر متمرسة وشابة لتولي مناصب قيادية، بما يضمن دينامية متجددة في التدبير الأمني المحلي. وتولي المديرية، بحسب مصادر مطلعة، اهتماماً خاصاً بإعادة انتشار الكفاءات بما ينسجم مع الخصوصيات الجغرافية والديمغرافية لكل منطقة. وبينما برزت الحسيمة في واجهة هذه التعيينات، لم تخل اللائحة من تغييرات في مدن أخرى، حيث تم تعيين رئيس جديد للهيئة الحضرية بالمفوضية الجهوية للأمن ببني انصار (إقليمالناظور)، وهي نقطة تماس حدودية مع مدينة مليلية المحتلة، تعرف ضغطا دائما بفعل الهجرة غير النظامية وحركية التهريب والعبور. أما في جنوب المملكة، فقد تم وضع إطار طبي على رأس المصلحة الولائية للصحة بولاية أمن العيون، في خطوة تعكس اهتمام المديرية بتأهيل البنية الصحية الداخلية للعاملين في المؤسسة الأمنية. وتؤكد مصادر من المديرية العامة للأمن الوطني أن هذه التعيينات تندرج في إطار مخطط وطني شمولي يسعى إلى تحديث تدبير الموارد البشرية، عبر اعتماد معايير الكفاءة والجاهزية والانضباط، مع الحرص على مبدأ الاستحقاق في إسناد المسؤوليات. كما تهدف هذه الدينامية إلى الرفع من مردودية المصالح الأمنية وتعزيز ثقة المواطن في المرفق العام الأمني. ويُنتظر أن تلي هذه التعيينات الجديدة جولات مماثلة في مناطق أخرى، ضمن مقاربة استباقية تنسجم مع التطورات الأمنية والمجتمعية التي تعرفها المملكة، في ظل تحديات متزايدة تتطلب جاهزية عالية وتنسيقاً محكماً بين مختلف الوحدات والهيئات الأمنية.