ترأس كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، اليوم بمدينة مكناس، حفل التدشين الرسمي للشعب المتخصصة في فنون الزجاج، بالمعهد المتخصص في الفنون التقليدية (ISAT). ويأتي هذا المشروع النوعي في إطار برنامج "شراكة"، الذي يجسد التعاون المثمر بين حكومة المملكة المغربية ومؤسسة "تحدي الألفية Millennium Challenge Corporation (MCC)" Morocco. وقد استفاد المشروع من دعم فاعلين مؤسساتيين ومهنيين بارزين، في مقدمتهم غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس-مكناس والاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM) عبر فدرالية مقاولات الصناعة التقليدية (FEA)، إضافة إلى الشراكة التقنية مع المركز الأوروبي للبحث والتكوين في فنون الزجاج (CERFAV)، الذي ساهم بخبراته المعترف بها دولياً في مختلف مراحل المشروع. وخلال كلمته بالمناسبة، أشاد كاتب الدولة بتظافر جهود جميع الشركاء من أجل إنجاح هذا المشروع، مبرزاً الدور الأساسي الذي اضطلع به مركز CERFAV، لا سيما في ما يتعلق بإعداد البرامج التكوينية والهندسة البيداغوجية وتكوين المكونين، بما يضمن تكويناً عالي الجودة ومواكباً لمتطلبات العصر. ويُعد إحداث هذه الشعب المتخصصة خطوة محورية في مسار تحديث وتأهيل مهن الزجاج ضمن الصناعة التقليدية. كما تهدف هذه المبادرة إلى تزويد الشباب بتكوين متخصص ومبتكر، يُنمي مهاراتهم، ويُحفّز طاقاتهم الإبداعية، ويُعزز فرص إدماجهم المهني. ويكرّس المشروع مكانة الشباب في صلب الاستراتيجية الوطنية لتثمين التراث اللامادي، عبر تمكينهم من آليات حديثة لنقل المهارات وتطويرها، وبما يضمن استدامة هذا الموروث الثقافي الغني، ويعزز إشعاعه وطنياً ودولياً، وفق معايير حديثة في التصميم والجودة والابتكار. وفي ختام كلمته، جدد كاتب الدولة تأكيد التزام وزارته بمواصلة دعم البنية التحتية التكوينية، وتنويع التخصصات المهنية، وتوفير فرص حقيقية للشباب في ولوج سوق الشغل في قطاع الصناعة التقليدية. ويمثل هذا المشروع لبنة جديدة في مسار النهوض بالصناعة التقليدية المغربية، بما ينسجم مع رؤية تنموية مندمجة ومستدامة، تُعيد الاعتبار للموروث، وتمنح الأجيال الصاعدة فضاءً للتكوين والابتكار والتميز.