سلامٌ عنيبة يا رجلا من ذهب. تحول الرجالُ وأنت كما أنت شعرا ونبلا ومحبرةً للجمال وذاكرةً للأدب. سلامٌ عليك غداةَ وُلدتَ ويومَ تعيشُ وتدرُسُ يومَ تعيشُ وتكتُبُ ليلَ تعيشُ وتسهرُ نبعَ حياة وشجوَ حديث وجدَّ لعب. ودمتَ تُفتّقُ أكمامَ شعر كزهر الرياض. وتحلم بالشعر أحلامَك الدانيات العراض. وتمزج زرقةَ تلك البحار بهذا البياض. *** سلامٌ عنيبة يا شاعرا من لهب. سلامٌ على جيلنا الطفل مَن يصمُدُ اليومَ فيه ومن قد ذهب. وتبّت يدا زمن يرخُصُ الشعرُ فيه وتب. لا خيلَ عنديَ أهديها ولا مالُ فليُسعد النطقُ إن لم يُسعد الحالُ. أُحاول أن أزنُ الحب كالشعر قسرا فلا يتّزن. يفيضُ عن البحر حتى وإن بُحتُ بالغيض من فيض ما أختزن. أحاول أن أُنزل الماءَ من سُحُب كالحجر. وأُهديكَ تمرا وأنتَ هَجَر. *** سلامٌ عنيبة يا صاحبا من زمان الطّلَب. أرى خلفنا العمرَ يُطوى كطيّ السّجلّ الكتاب. ولكنكَ اليومَ نضر الشباب وغضُّ الإهاب. وها حولك الأصدقاءُ يُحيطون شخصَكَ بالحب صوتَكَ بالحب شعرَكَ بالحب فاهنأ بجمع الصحاب. وقل إنّه الليل يُنعشُ أفكارنا بالشعير ويُرخي مفاصلَنا بالعنب.