إذا ما نظرنا إلى حجم الملفات المطروحة أمام الرئيس الجديد للحكومة التونسية، فإن قرار زيارة مجموعة من العواصم الخليجية لا يمكن أن يكون إلا خطوة استراتيجية قد حان أوان قطعها ولا بد منها.
ولمّا كانت هذه الخطوة تستند إلى ما يبدو خيارا استراتيجيا مدروسا، (...)
صحيح أن الوقت لا يزال مبكرا جدا حتى نتحدث بثقة ولو نسبية عن حصول بعض التغييرات اللافتة للانتباه في الحكومة التونسية الجديدة. ولكن مع ذلك، فإننا نعتقد أنه فيما يخص الحقل الديني أو السياسة الدينية المتبعة بالنسبة إلى هذه الحكومة، فإنه بالإمكان ملاحظة (...)
إن ظاهرة التوتر بين الجزائر والمغرب ليست طارئة أو الأولى من نوعها. ذلك أن قضية الصحراء الغربية، التي تعود إلى عام 1975، قد شكلت على امتداد أكثر من ثلاثة عقود مشكلة حقيقية وعامل توتر وحساسية سياسية عميقة بين البلدين، اللذين يعدان مركزيين في المنطقة (...)
قبل أسابيع قليلة، كان الحديث عن جماعات الإخوان المسلمين يُركز على مسألة السقوط السياسي لتنظيم الإخوان وفشله في إدارة الحكم. وفجأة ودون مقدمات قوية الدلالة، حدثت نقلة نوعية على مستوى الموقف من حركات الإخوان المسلمين إذ قامت أطراف عدّة بتصنيفها (...)
لا ينطوي عنوان هذا المقال على اعتقاد راسخ بأن حال القضية الفلسطينية كان جيدا أو أن طريقها إلى التسوية والحل العادل والمرضي للفلسطينيين كان في غاية الانبساط. ولكن في مقابل ذلك، لا نستطيع أن ندعي أن نبوءة بعض النخب الفلسطينية، القائلة إن الثورات (...)
ظاهر الواقع السياسي في تونس، يقول إن خصوم «النهضة» هم اليسار والنخب ذات التوجهات الحداثية. وهو في الحقيقة صحيح إلى حد ما، بمعنى أنها خصومة سياسية آيديولوجية ولكنها موضوعية وغير راديكالية من حيث المواقف. كما أنها خصومة، تتراوح بين الحضور والغياب (...)
المهتمون بالشأن التونسي يتذكرون جيدا حادثة أول اغتيال سياسي في تونس يوم 6 فبراير (شباط) من العام الماضي، التي ذهب ضحيتها السياسي الفقيد شكري بلعيد.
بعد عام وتحديدا يوم 4 فبراير من الشهر الحالي، يسقط المتورط الرئيس في عملية الاغتيال المذكورة قتيلا (...)
أثارت مسألة إضافة مبدأ حرية الضمير في الدستور التونسي الجديد جدلا ساخنا بين مدافعين عن هذا المبدأ وآخرين رافضين بقوة ومطالبين بتعديل الفصل السادس من الدستور الجديد الذي ينص على أن «الدولة راعية للدين، كافلة لحرية المعتقد والضمير وممارسة الشعائر (...)
رب ضارة نافعة!.. تنطبق هذه المقولة إلى حد بعيد على أحدث التوترات التي عرفها المجلس الوطني التأسيسي التونسي في الأيام الأخيرة. ذلك التوتر الذي نتج عن ممارسة العنف الرمزي الكلامي بين نائبين في المجلس. فالنائب الأول وهو السيد الحبيب اللوز، المنتمي إلى (...)
في أحدث سبر آراء لمؤسسة المجمع العالمي للدراسات، عبر أكثر بقليل من ثلث التونسيين أي 35 في المائة من العينة التمثيلية المستجوبة عن ندمهم عن إسقاط النظام السابق. ومن الأمور التي يحن إليها التونسيون في النظام السابق قال 76 في المائة من العينة المستجوبة (...)
ليس صحيحا التفكير بأن ما عاشته جماعة الإخوان المسلمين في مصر شأن داخلي جدا ولا علاقة له ببقية الجماعات الإسلامية في البلدان العربية الأخرى. فهي ليست جماعة منفردة، بقدر ما هي الجماعة الأم لعدة تنظيمات متفرعة عنها بالأساس، أو لنقل تشاركها الانتماء (...)
بقدر ما أعلنت سنة 2012 عن صعود لافت لحركات الإسلام السياسي الموصوفة بالمعتدلة في بلدان الثورات العربية، ونقصد هنا تحديدا مصر وتونس، بقدر ما مثلت سنة 2013، التي تتهيأ للرحيل، سنة التأزم العميق للجماعات الإسلامية. ولعل خروج جماعة الإخوان المسلمين في (...)
في الأسابيع الأولى من تاريخ سقوط نظام القذافي في أكتوبر (تشرين الأول) 2011، لم يكن أي طرف مهما كانت حنكته السياسية قادرا على توقع سيناريو بعينه في ليبيا: الكل تقريبا، اتفق على أن الوضع مفتوح على كل السيناريوهات، وأن المستقبل من الغموض والتعقيد لا (...)
ما إن أعلن عن ترشيح جبهة التحرير الوطني للرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة لولاية انتخابية رابعة، حتى قامت «الدنيا» داخل بعض الأوساط في الجزائر وخارجها ولم تقعد حتى الآن!
لقد كان الخبر مربكا بامتياز وغير متوقع بالمرة، رغم أن بث الخبر بالشكل (...)
على امتداد قرابة السنتين الماضيتين، كان جميع التونسيين يشتكون من غموض الأوضاع وعدم اتضاح الرؤية في البلاد. غموض، ساهم إلى حدّ كبير في تفاقم حالات القلق النفسي إلى درجة أن دراسات عدّة، أظهرت تدهور الحالة النفسية لعدد لا بأس به من التونسيين. وفي (...)
قد يبدو هذا السؤال في ظاهره ساذجا ولا يستحق التفكير فيه. ولكن القصد من وراء طرح هذا السؤال تحديدا، هو تقديم صياغة واضحة وبسيطة لجوهر المشكلة من جهة، وتأمين انطلاقة واضحة للتفكير تبدأ من المبسط عوضا عن المبهم من جهة ثانية.
وقبل تقليب السؤال المطروح (...)
هل أصبحت ليبيا والفوضى القاتلة شيئا واحدا؟
هذا السؤال يكاد يجمع عليه جميع المراقبين مع خلاف أن الأغلبية تركز على وصف الفوضى من دون تورط في تحديد نوع هذه الفوضى باعتبار أن مزيد الدقة في الوصف، يمكن أن يتقاطع مع المواقف القليلة التي كانت رافضة لتدخل (...)
هنالك شبه قاعدة في عالم السياسة، وهي أن وصول الأحزاب المهمة إلى الحكم كثيرا ما يعقبه حدوث انشقاق في صفوف الأعضاء. وهي قاعدة مفهومة جدا وذات منطق سليم، باعتبار أن الأحزاب هي أولا وأخيرا فضاء ممتاز للحوار الفكري السياسي الساخن، وأن ما يزيد من حدة (...)
عاش التونسيون خلال الشهرين الماضيين على وقع حرب أعصاب باردة وقلق سياسي ألقى بظلاله على تفاصيل الحياة اليومية للتونسيين والشأنين العام والخاص. ويعود مزيد من توتر الأوضاع بشكل مباشر إلى حادثة اغتيال محمد براهمي في منتصف شهر رمضان الماضي ثم فاجعة القتل (...)
صحيح أن لغة الاقتصاد القائمة على الأرقام والإحصائيات ومعدلات النمو والتضخم هي أيسر السبل لفهم واقع أي بلد باعتبار أن كل شيء في مجال الاقتصاد نتحسسه في الحياة اليومية.
ولكن تعثر الأوضاع في تونس مثلا، لا تعبر عنه فقط الأزمة السياسية الخانقة، المستمرة (...)
ما حصل في مصر من تأزم في الأوضاع وصل إلى حد سيلان الدم في أحداث «العدوية» و«النهضة»، بررته بنجاح مؤسسة الجيش المصرية من خلال اعتماد خطاب شديد الوضوح والدقة مفاده أن جماعة الإخوان وما قامت به من تحريض على القتل والفوضى وتخزين للسلاح وتجييش لأنصارها (...)
بعد أشهر طويلة من إظهار الصلابة والتعنت أمام الهزات السياسية القوية التي عاشتها تونس، فإن تضافر عاملين؛ أحدهما خارجي والثاني داخلي، أجبر حركة «النهضة» التونسية صاحبة الأغلبية النسبية في الحكم، على تقديم تنازلات نوعية وتغيير التكتيك السياسي، باتباع (...)
على امتداد السنوات الطويلة الماضية، كان «عيد المرأة التونسية» الموافق ل13 أغسطس (آب) موعدا سنويا للاحتفال العادي المشفوع بإعلان عن قانون جديد لصالح المرأة والأسرة في تونس أو المصادقة على اتفاقية دولية مهمة ذات صلة بآفاق تطوير وضعية المرأة.
أما يوم (...)
على امتداد السنوات الطويلة الماضية، كان «عيد المرأة التونسية» الموافق ل13 أغسطس (آب) موعدا سنويا للاحتفال العادي المشفوع بإعلان عن قانون جديد لصالح المرأة والأسرة في تونس أو المصادقة على اتفاقية دولية مهمة ذات صلة بآفاق تطوير وضعية المرأة.
أما يوم (...)
يمكن القول إن صوت المعارضة التونسية خلال هذه المدة قد بلغ أعلى درجاته وأقصى مطالبه، حيث تطالب الأطراف المعارضة، أحزابا وجمعيات ومنظمات، بحل المجلس الوطني التأسيسي والحكومة معا، مستندين في هذا المطلب الراديكالي إلى فكرة أن شرعية الحكومة والبرلمان قد (...)