في حادثة انتحار مأساوية جديدة تعرفها مدينة طنجة، اهتز حي "بئر الشيفا" في قاطعة بني مكادة، عشية اليوم الاثنين، على واقعة إقدام سيدة تسعينية على وضع حد لحياتها عبر شنق نفسها داخل المنزل الذي تقطنه، في ثاني حالة من نوعها تعرفها المدينة خلال أقل من يومين. وتم العثور على جثة الهالكة وهي معلقة بواسطة حبل في سطح المنزل الذي تقطنه بحي "بئر الشيفا"، من طرف بعض أفراد عائلتها، قبل أن يعم الخبر الصادم في أوساط سكان الحي، ليصل صداه إلى المصالح المختصة التي أوفدت محققين من الشرطة القضائية والعلمية وكذا عناصر الوقاية المدنية إلى عين المكان، حسب ما ذكره شهود عيان. ذات المصادر، أكدوا أن أسباب هذه الحادثة المأساوية، غير معروفة حتى الآن، غير أنهم رجحوا احتمال وقوف مشاكل نفسية كانت السيدة الهالكة تعاني منها قيد حياتها، وراء إقدامها على وضع حد لحياتها بهذه الطريقة المؤسفة. وهذه هي حالة الانتحار الثانية التي تعيشها مدينة طنجة، في ظرف أقل من 48 ساعة، حيث وضعت زوجة شابة، صباح أمس الأحد بحي "طنجة البالية" (مقاطعة مغوغة)، حدا لحياتها بنفس الطريقة داخل منزل زوجها، ما أدى إلى مفارقتها للحياة، دون الوقوف على الأسباب التي دفعتها إلى هذا الأمر. ويدق خبراء اجتماعيون، ناقوس الخطر، من تنامي حوادث الانتحار بهذه الوتيرة المفزعة، التي تعتبر ظواهر غير مألوفة في المجتمع المغربي بصفة عامة وفي مدينة طنجة على وجه الخصوص، مما يستوجب تشخيصا وحلولا لهذه الظاهرة. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. ويأتي تنامي حالات الانتحار الناتجة عن العلل النفسية، في الوقت الذي يسجل فيه نقص كبير على مستوى الطاقة الاستيعابية لمستشفيات الطب النفسي، "مثل مستشفى الرازي ببني مكادة، الذي لا يلبي شروط التطبيب وحاجات المرضى في ظل الاكتظاظ وقلة الموارد البشرية" يقول المتحدث. ويدعو مراقبون، السلطات المعنية، تحمّل مسؤولياتها وتوفير أطباء نفسيين في جميع المستشفيات، والتنسيق بين كل المتدخّلين، من سلطات وأهالي المرضى وفعاليات المجتمع المدني.