– سعيد الشنتوف: ما زالت موجة الانتحار في مدينة طنجة، تحصد المزيد من الضحايا من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية. حيث انضاف شخص في الأربعينات من عمره، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الخميس، إلى قائمة الأشخاص الذين اختاروا وضع حد لحياتهم. وأفادت مصادر لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، أن الهالك المسمى قيد حياته "سعيد.ج" في أوائل الأربعينات من عمره، قد تم العثور على جثته من طرف شقيقه الأصغر، معلقة بفيناء المنزل الذي يقطنه مع أسرته بحي "ضراوة" بمقاطعة مغوغة بمدينة طنجة. وحسب المعلومات التي تسنى استيفاؤها عن الهالك، فإن هذا الأخير كان يعاني من حالة نفسية جراء عطالته عن العمل، وهي الظروف التي ترجح مصادر الجريدة، أن تكون وراء إقدامه على إنهاء حياته بهذه الطريقة المأساوية. وتعد حالة هذا الشخص الأربعيني، هي الأولى من نوعها في مدينة طنجة، خلال شهر أبريل الجاري، بينما سجلت المدينة خلال الشهر المنصرم، ثلاث حالات انتحار، كان آخرها إقدام شابة متزوجة على إنهاء حياتها بطريقة الشنق داخل منزلها بحي "بنكيران"، جراء مشاكل زوجية مبعثها الوضعية المادية للأسرة. أما الحالتين الأخرى، فيتعلق الأمر بشخص في منتصف الأربعينات من العمر، أقدم مساء يوم الأحد 15 مارس، على وضع حد لحياته بطريقة مأساوية، من خلال إلقاء نفسه من أعلى منزله بحي "الزاودية" بمقاطعة السواني، حزنا على وفاة زوجته، في ثاني حالة انتحار تشهدها طنجة في يوم واحد. كما استفاقت مدينة طنجة صباح نفس اليوم أيضا على حالة انتحار، قام بها شيخ في الستينات من العمر، من خلال شنق نفسه داخل منزله الكائن بحي "العالية" بمقاطعة مغوغة. ويدق خبراء اجتماعيون، ناقوس الخطر، من تنامي حوادث الانتحار بهذه الوتيرة المفزعة، التي تعتبر ظواهر غير مألوفة في المجتمع المغربي بصفة عامة وفي مدينة طنجة على وجه الخصوص، مما يستوجب تشخيصا وحلولا لهذه الظاهرة. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. وحسب الدكتور إبراهيم الحمداوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، فإن السلوك الانتحاري لدى الشخص، تتكون أسبابه ودوافع داخل الأسرة وداخل المجتمع، امام اللامبالاة والإهمال فيما يخص المرض أو الخلل في بدايته الأولى، مما يتسبب في تفاقمه ليصل إلى ذروته، وهي القتل أو الانتحار. وينبه الخبير السوسيولوجي، إلى السلوك الانتحاري يبقى نابعا من حالات العجز والإحباط وانسداد الأفق في ذهن المنتحر الذي يفضل استعجال نهايته بطريقة ما، فيسقط مثل ورقة ذابلة في نسيج المجتمع.