– جمال الصغير: لا زالت موجة الانتحار غير المسبوقة، التي تضرب مدينة طنجة، منذ شهور، تحصد المزيد من الضحايا. فبعد حادث إلقاء شخص أربعيني لنفسه من أعلى منزله الأسبوع، سلك شاب مساء اليوم نفس الطريقة لوضع حد لحياته بحي شارع أطلس بمقاطعة السواني. وحسب مصادر"طنجة 24" من عين المكان، فقد نجا المعني بالأمر البالغ من العمر 33 سنة، من موت محقق (إلى حد كتابة هذه السطور)، بعد أن ألقى بنفسه من شرفة الشقة التي يقطنها، والواقعة بإحدى الإقامات السكنية بحي شارع أطلس، في محاولة منه لوضع حد لحياته، غير أنه تعرض لإصابات خطيرة على مستوى مناطق متفرقة من جسده. وتجمهر العشرات من سكان المنطقة المصدومين، بينهم معارف وأقارب الضحية، حول جسده المضرج بالدماء قبل حضور عناصر الوقاية المدنية، الذين قاموا بنقله إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي محمد الخامس في حالة حرجة جدا، بينما فتحت عناصر الأمن تحقيقا في هذا الحادث. وسجلت مدينة طنجة، منذ بداية مارس الجاري، حالتي انتحار، حيث أقدم شخص في منتصف الأربعينات من العمر، مساء يوم الأحد 15 مارس، على وضع حد لحياته بطريقة مأساوية، من خلال إلقاء نفسه من أعلى منزله بحي "الزاودية" بمقاطعة السواني، حزنا على وفاة زوجته، في ثاني حالة انتحار تشهدها طنجة في يوم واحد. وكانت مدينة طنجة، قد استفاقت صباح نفس اليوم أيضا على حالة انتحار، قام بها شيخ في الستينات من العمر، من خلال شنق نفسه داخل منزله الكائن بحي "العالية" بمقاطعة مغوغة. ويدق خبراء اجتماعيون، ناقوس الخطر، من تنامي حوادث الانتحار بهذه الوتيرة المفزعة، التي تعتبر ظواهر غير مألوفة في المجتمع المغربي بصفة عامة وفي مدينة طنجة على وجه الخصوص، مما يستوجب تشخيصا وحلولا لهذه الظاهرة. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. وحسب الدكتور إبراهيم الحمداوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، فإن السلوك الانتحاري لدى الشخص، تتكون أسبابه ودوافع داخل الأسرة وداخل المجتمع، امام اللامبالاة والإهمال فيما يخص المرض أو الخلل في بدايته الأولى، مما يتسبب في تفاقمه ليصل إلى ذروته، وهي القتل أو الانتحار. وينبه الخبير السوسيولوجي، إلى السلوك الانتحاري يبقى نابعا من حالات العجز والإحباط وانسداد الأفق في ذهن المنتحر الذي يفضل استعجال نهايته بطريقة ما، فيسقط مثل ورقة ذابلة في نسيج المجتمع.