- متابعة: عادت حوادث الانتحار لتهز مدينة طنجة بعد فترة غياب هذه الحالات، حيث أقدم شاب مساء أمس الأحد، على وضع حد لحياته بطريقة الشنق، في ثالث حالة تشهدها مدينة البوغاز خلال أقل من شهر وتم العثور على جثة الهالك، معلقة بحبل متين، داخل منزل أسرته الكائن بحي بني مكادة القديمة، دون معرفة الأسباب التي دفعته إلى القيام بهذه الخطوة الانتحارية، حسب مقربين منه. وأكد عدد من معارف الشاب، أنه كان يتصرف بشكل عادي خلال أيامه الاخيرة، ولم تكن تبدو عليه أي نية لإنهاء حياته. وتأتي هذه الحادثة، بعد أقل من أسبوعين من تسجيل حالة انتحار ، حيث أقدمت سيدة أربعينية، يوم 14 فبراير، على وضع حد لحياتها بطريقة مأساوية بحي المجد بمقاطعة بني مكادة، من خلال إلقاء نفسها من شرفة المنزل الذي كانت تقطنه بحي المجد بمقاطعة بني مكادة. وفي أواخر شهر يناير الماضي، وضع شيخ سبعيني حدا لحياته شنقا، تحت تأثير حالة نفسية متردية بعد أيام قليلة من وفاة زوجته. ويدق خبراء اجتماعيون، ناقوس الخطر، من تنامي حوادث الانتحار بهذه الوتيرة المفزعة، التي تعتبر ظواهر غير مألوفة في المجتمع المغربي بصفة عامة وفي مدينة طنجة على وجه الخصوص، مما يستوجب تشخيصا وحلولا لهذه الظاهرة. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. وحسب الدكتور إبراهيم الحمداوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، فإن السلوك الانتحاري لدى الشخص، تتكون أسبابه ودوافع داخل الأسرة وداخل المجتمع، امام اللامبالاة والإهمال فيما يخص المرض أو الخلل في بدايته الأولى، مما يتسبب في تفاقمه ليصل إلى ذروته، وهي القتل أو الانتحار. وينبه الخبير السوسيولوجي، إلى السلوك الانتحاري يبقى نابعا من حالات العجز والإحباط وانسداد الأفق في ذهن المنتحر الذي يفضل استعجال نهايته بطريقة ما، فيسقط مثل ورقة ذابلة في نسيج المجتمع.