– سعيد الشنتوف: فتحت مصالح الشرطة القضائية بطنجة، تحقيقا معمقا للوقوف على ملابسات حادث سقوط فتاة من الطابق الثالث لعمارة سكنية بمجمع العرفان، غرب مدينة طنجة. وتحدثت مصادر من عين المكان، أن أجهزة الشرطة القضائية والشرطة العلمية، حضرت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس، إلى مكان الحادث، بعد تليقها إشعارا يفيد بسقوط فتاة من إحدى العمارات السكنية. وفي الوقت الذي رجحت بعض المصادر أن يكون الحادث مرتبط بحالة انتحار جديدة، فإن التحقيقات الأمنية لم تؤكد أو تنفي ما إذا كان الأمر كذلك أم أن سقوط الفتاة ذات الثامنة عشر ربيعا، له أسباب أخرى. وإذا ما تأكدت فرضية الانتحار، فإن هذه الحالة تنضاف إلى سلسلة حوادث مأساوية سجلتها مدينة طنجة، خلال الأيام الأخيرة، وبلغ عددها ست حالات في فترة وجيزة جدا. وبتاريخ 6 دجنبر الجاري، اهتز مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية، بمنطقة بني مكادة، على هول عملية انتحار، نفذها شاب من نزلاء هذه المؤسسة الإستشفائية، من خلال شنق نفسه بطريقة بشعة، مستعملا في ذلك حبلا حصل عليه بطريقة غامضة. وفي نفس اليوم، أقدم شاب على وضع حد لحياته، بشنق جسده من خلال تعليقه بعمود كهربائي بتجزئة المجد في مقاطعة بني مكادة. كما تم في وقت سابق من نفس اليوم، عملية انتحار أخرى، قام بها أستاذ في منتصف الستينات من العمر، من خلال إلقاء نفسه من الطابق الثالث لمنزله الكائن بحي بئر الشيفا، بمقاطعة بني مكادة. وقبل أيام قليلة، وضع عون قضائي، حدا لحياته شنقا داخل مكتبه بوسط المدينة. وقبل ذلك بيومين، هتز الجسم التعليمي بجماعة ملوسة (عمالة فحص أنجرة)، على وقع حادث انتحار غامض، لطفلة لا يتجاوز عمرها 12 سنة، وقبلها بأسبوع، وضعت سيدة ثلاثينية حدا لحياتها، من خلال شنق نفسها داخل محل إقامتها بعمارة في شارع فاس. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. وحسب الدكتور إبراهيم الحمداوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، فإن السلوك الانتحاري لدى الشخص، تتكون أسبابه ودوافع داخل الأسرة وداخل المجتمع، امام اللامبالاة والإهمال فيما يخص المرض أو الخلل في بدايته الأولى، مما يتسبب في تفاقمه ليصل إلى ذروته، وهي القتل أو الانتحار. وينبه الخبير السوسيولوجي، إلى السلوك الانتحاري يبقى نابعا من حالات العجز والإحباط وانسداد الأفق في ذهن المنتحر الذي يفضل استعجال نهايته بطريقة ما، فيسقط مثل ورقة ذابلة في نسيج المجتمع.