– سعيد الشنتوف: "قتل، وانتحار، ووفاة بسبب المخدرات"، تلك عناوين أسبوع دموي، عاشت فصلوه مدينة طنجة، جراء سقوط أعداد من الضحايا في حوادث عنف متفرقة، وحالات انتحار أدمت أفئدة سكان مدينة البوغاز، الذين باتوا يتساءلون عن التحول الذي طرأ على مجتمعهم وبالتالي بات يفرز هذا الكم من الحوادث المؤسفة في فترات زمنية متقاربة. منهم من قضى حتفه مقتولا، وآخرون اختارو بأنفسهم وضع حد لحياتهم، وحالة أخرى تسببت فيها كميات من مخدر الصودا، الذي أفقد الجسد قدرته على المحافظة على توانه في لحظة انتهت بسقوطه من درج بناية، فكان ذلك سببا لنهاية صاحبه أو بالأحرى صاحبته. والحديث عن تلك الحالة أوتلك، لا بد أن يقود إلى حومة "الشوك" في مقاطعة بني مكادة، حيث تم تسجيل جريمة قتل بشعة وإصابة خطيرة، جراء خلاف نشب بين ثلاثة أشخاص مساء الأحد، فتطور إلى عراك، كان الحكم فيه هو السلاح الأبيض. ولم تكن هذه الواقعة المؤسفة، بمعزل عن حوادث أخرى، بينها مقتل شاب على يد مروجي مخدرات، يوم الجمعة الماضي بحي مبروكة، قاموا بترصده والفتك به بعد أن أشبعوه ضربا ورفسا، بسبب عدم وفائه بما في ذمتهه من ثمن جرعات المخدرات التي اعتاد أن يقتنيها منهم. وفي نفس الأسبوع، لقيت فتاة قاصر مصرعها بعد سقوطها من أدراج عمارة في طور البناء بمنطقة العوامة، بعدما فقدت توازنها متأثرة بكمية من مخدر "الصودا"، تناولته بإفراط خلال ليلة قضتها هي وصديقة لها مع شابين مراهقين. وفي خضم نفس الأسبوع، اهتزت المدينة على وقع حوادث انتحار متفرقة، كان آخرها إقدام نزيل بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية، على وضع حد لحياته بطريقة الشنق، وهي نفس الطريقة التي استعان بها شاب آخر بمنطقة العوامة للانتحار، من خلال تعليق جسده في عمود كهربائي. وقبل ذلك بساعات اختار رجل تعليم متقاعد إلقاء نفسه من الطابق الثالث، لينهي بذلك حياته.