– متابعة: وكأن لمدينة طنجة موسم خاص بحوادث الانتحار، فبعد ثلاث حالات تم تسجيلها خلال الأيام الماضية، اهتزت مدينة البوغاز، صباح هذا اليوم الأربعاء، على وقع خبر العثور على جثة عون قضائي، قام بوضع حد لحياته بطريقة الشنق. وفي تفاصيل الفاجعة، أفاد مصدر أمني، أنه تم العثور على جثمان الهالك الذي كان يشتغل قيد حياته عونا قضائيا، معلقا داخل مكتبه الواقع غير بعيد عن شارع موسى بن نصير بوسط المدينة، موضحا أن الحالة تم اكتشافها من طرف زوجة المعني بالأمر. وشكل الحادث صدمة قوية بالنسبة زملاء الهالك، الذين أكدوا أن زميلهم التحق بعمله صباحا، دون أن يبدو عليه ما يشير إلى نيته لوضع حد لحياته، موضحين أنه كان يتلقى مكالمات زبنائه وموكليه ويحدد معهم المواعد، كما يصنع ذلك بشكل يومي. وقد فتحت أجهزة الأمن المختصة، تحقيقا معمقا للوقوف على ملابسات هذا الحادث، الذي ينضاف إلى لائحة حوادث سابقة، عاشتها مدينة طنجة، خلال الأيام القليلة الماضية. وقبل يومين، اهتز الجسم التعليمي بجماعة ملوسة (عمالة فحص أنجرة)، على وقع حادث انتحار غامض، لطفلة لا يتجاوز عمرها 12 سنة، وقبلها بأسبوع، وضعت سيدة ثلاثينية حدا لحياتها، من خلال شنق نفسها داخل محل إقامتها بعمارة في شارع فاس. ويفسر الخبير السوسيولوجي، الدكتور إبراهيم الحمداوي، استفحال حالات الانتحار بهذا الشكل الفظيع، بأنه يندرج ضمن ظاهرة تتوسع بشكل ملحوظ في مجتمعاتنا خلال السنوات الأخيرة، بسبب الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. ويعرف الدكتور الحمداوي، ضمن تصريح سابق لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، السلوك الانتحاري، بأنه " سلوك بشع تتكون أسبابه ودوافع داخل الأسرة وداخل المجتمع، امام اللامبالاة والإهمال فيما يخص المرض أو الخلل في بدايته الأولى، مما يتسبب في تفاقمه ليصل إلى ذروته، وهي القتل أو الانتحار". ويزيد الدكتور الحمداوي مفسرا السلوك الانتحاري، بأن هذا الأمر يبقى نابعا من حالات العجز والإحباط وانسداد الأفق في ذهن المنتحر الذي يفضل استعجال نهايته بطريقة ما، فيسقط مثل ورقة ذابلة في نسيج المجتمع. "يمكن القول إذن بأن الانتحار مشكلة اجتماعية، لارتباطها بالبناء الاجتماعي، والإطار الثقافي، ومن حيث كونه لونا من السلوكات المرفوضة اجتماعيا لأضراره الفردية والاجتماعية على حد سواء". يختم الأستاذ الجامعي تصريحه التحليلي للموقع.