– متابعة: لم يكد سكان مدينة طنجة، يستوعبون صدمة إقدام رجل تعليم متقاعد على وضع حد لحياته بحي بئر الشيفا، حتى قرر شاب آخر اللحاق به إلى نفس المصير، ولو أن الطريقة المستعملة في كلا الحالتين اختلفت. مساء اليوم السبت، اهتزت تجزئة المجد بمقاطعة بني مكادة، على وقع عملية انتحار جديدة، أقدم عليها شاب في الثلاثين من العمر، بواسطة شنق نفسه بطريقة مأساوية وسط الشارع العام، مخلفا صدمة قوية بين المواطنين الذين تجمهروا بالعشرات حوله. وقد لجأ الشاب الذي لم يتسنى التعرف على هويته، أو الأسباب التي دفعته إلى فعلته، (لجأ) إلى تعليق جسده في عمود كهربائي، بطريقة بشعة عجلت به إلى لفظ أنفاسه الأخيرة. وحضرت إلى عين المكان عناصر الوقاية المدنية، لنقل الجثة إلى عين المكان، فيما فتحت عناصر الشرطة القضائية، بحثا بشان حالة الانتحار هذه الثانية من نوعها. وسجلت مدينة طنجة، في وقت سابق من نفس اليوم، عملية انتحار أخرى، قام بها أستاذ في منتصف الستينات من العمر، من خلال إلقاء نفسه من الطابق الثالث لمنزله الكائن بحي بئر الشيفا، بمقاطعة بني مكادة. وقبل أيام قليلة، وضع عون قضائي، حدا لحياته شنقا داخل مكتبه بوسط المدينة. وقبل ذلك بيومين، هتز الجسم التعليمي بجماعة ملوسة (عمالة فحص أنجرة)، على وقع حادث انتحار غامض، لطفلة لا يتجاوز عمرها 12 سنة، وقبلها بأسبوع، وضعت سيدة ثلاثينية حدا لحياتها، من خلال شنق نفسها داخل محل إقامتها بعمارة في شارع فاس. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. وحسب الدكتور إبراهيم الحمداوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، فإن السلوك الانتحاري لدى الشخص، تتكون أسبابه ودوافع داخل الأسرة وداخل المجتمع، امام اللامبالاة والإهمال فيما يخص المرض أو الخلل في بدايته الأولى، مما يتسبب في تفاقمه ليصل إلى ذروته، وهي القتل أو الانتحار. وينبه الخبير السوسيولوجي، إلى السلوك الانتحاري يبقى نابعا من حالات العجز والإحباط وانسداد الأفق في ذهن المنتحر الذي يفضل استعجال نهايته بطريقة ما، فيسقط مثل ورقة ذابلة في نسيج المجتمع.