– متابعة: أقدم شخص في منتصف الأربعينات من العمر، مساء اليوم الأحد، على وضع حد لحياته بطريقة مأساوية، من خلال إلقاء نفسه من أعلى منزله بحي "الزاودية" بمقاطعة السواني، في ثاني حالة انتحار تشهدها طنجة في يوم واحد. وحسب مصادر ل"طنجة 24"، فإن الهالك البالغ من العمر قيد حياته 45 سنة، عمد إلى رمي نفسه من الطابق الثالث للمنزل الذي يقطن فيه بحي الزاودية، مشيرة إلى أن حالته النفسية قبل الإقدام على إنهاء حياته بهذه الطريقة، كانت متردية، وكان يعيش حالة حزن بعد وفاة زوجته. ورجحت المصادر نفسها، أن يكون الحزن على وفاة الزوجة، التي توفيت قبل ثلاثة أيام، هو الدافع لحالة الانتحار الثانية من نوعها هذا اليوم. وكانت مدينة طنجة، قد استفاقت صباح اليوم أيضا على حالة انتحار، قام بها شيخ في الستينات من العمر، من خلال شنق نفسه داخل منزله الكائن بحي "العالية" بمقاطعة مغوغة. وسجلت مدينة طنجة، خلال شهر فبراير الماضي، ثلاث حالات انتحار على الأقل، حيث عاش شارع محمد الخامس بطنجة، يوم 27 من الشهر المذكور، على وقع محاولة انتحار جديدة، نفذتها فتاة، من خلال محاولة رمي نفسها من الطابق الثامن لإحدى العمارات الكائنة بالشارع المذكور. وكانتهذه المحاولة الانتحارية، هي الثانية من نوعها في ظرف أسبوع واحد، حيث نجت تلميذة قبل يومين من موت محقق، جراء محاولتها الانتحار من أعلى صخرة "غنام" بحي مرشان، إلا أن الأقدار كتبت لها حياة جديدة، بعد أن علق جسدها ببعض الأغصان المتدلية بالصخرة المطلة على منطقة مرقالة. وفي 22 فبراير الجاري، أقدم شاب مساء أمس الأحد، على وضع حد لحياته بطريقة الشنق، داخل منزل أسرته الكائن بحي بني مكادة القديمة، بمدينة طنجة. وقبل ذلك بأسبوعين، أقدمت سيدة أربعينية، يوم 14 فبراير، على وضع حد لحياتها بطريقة مأساوية بحي المجد بمقاطعة بني مكادة، من خلال إلقاء نفسها من شرفة المنزل الذي كانت تقطنه بحي المجد بمقاطعة بني مكادة. ويدق خبراء اجتماعيون، ناقوس الخطر، من تنامي حوادث الانتحار بهذه الوتيرة المفزعة، التي تعتبر ظواهر غير مألوفة في المجتمع المغربي بصفة عامة وفي مدينة طنجة على وجه الخصوص، مما يستوجب تشخيصا وحلولا لهذه الظاهرة. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. وحسب الدكتور إبراهيم الحمداوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، فإن السلوك الانتحاري لدى الشخص، تتكون أسبابه ودوافع داخل الأسرة وداخل المجتمع، امام اللامبالاة والإهمال فيما يخص المرض أو الخلل في بدايته الأولى، مما يتسبب في تفاقمه ليصل إلى ذروته، وهي القتل أو الانتحار. وينبه الخبير السوسيولوجي، إلى السلوك الانتحاري يبقى نابعا من حالات العجز والإحباط وانسداد الأفق في ذهن المنتحر الذي يفضل استعجال نهايته بطريقة ما، فيسقط مثل ورقة ذابلة في نسيج المجتمع.