هز حادث انتحار جديد، بعد زوال اليوم الاثنين، منطقة "بلاصا طورو" بمقاطعة مغوغة، حين أقدم شخص في الثلاثينات من العمر، على وضع حد لحياته، عبر إلقاء نفسه من الطابق الثاني للبناية التي تضم المنزل الذي يقطن فيه. ولجأ "الهالك"، إلى إنهاء حياته، من خلال إلقاء جسده من الطابق الثاني للمنزل الذي كان يقطنه بأحد بمنطقة "بلاصا طورو"، ما خلف حالة استنفار في أوساط سكان الحي، الذين سارعوا للاتصال بالمصالح المختصة. وفي الوقت الذي تم فتح تحقيق في هذا الحادث من طرف السلطات الامنية المختصة التي أوفدت عناصر من الشرطة القضائية والشرطة العلمية إلى عين المكان، أكدت مصادر من الحي، أن سبب إقدام الهالك على الانتحار بهذه الطريقة المأساوية، يعود إلى مشاكل نفسية، إذ أن المعني بالأمر كان يعاني قيد حياته من اضطرابات عقلية حادة. ويدق خبراء اجتماعيون، ناقوس الخطر، من تنامي حوادث الانتحار بهذه الوتيرة المفزعة، التي تعتبر ظواهر غير مألوفة في المجتمع المغربي بصفة عامة وفي مدينة طنجة على وجه الخصوص، مما يستوجب تشخيصا وحلولا لهذه الظاهرة. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. ويأتي تنامي حالات الانتحار الناتجة عن العلل النفسية، في الوقت الذي يسجل فيه نقص كبير على مستوى الطاقة الاستيعابية لمستشفيات الطب النفسي، "مثل مستشفى الرازي ببني مكادة، الذي لا يلبي شروط التطبيب وحاجات المرضى في ظل الاكتظاظ وقلة الموارد البشرية" يقول المتحدث. ويدعو مراقبون، السلطات المعنية، إلى تحمّل مسؤولياتها وتوفير أطباء نفسيين في جميع المستشفيات، والتنسيق بين كل المتدخّلين، من سلطات وأهالي المرضى وفعاليات المجتمع المدني.