لا يمر وقت طويل دون أن تهتز مدينة طنجة، على وقع حالات انتحار يقوم بها أشخاص من أعمار وفئات اجتماعية مختلفة، وهذا بالذات ما سجلته المصالح الأمنية والطبية، خلال الليلة الأخيرة، عندما عمد أربعة أشخاص على محاولات فاشلة لوضع حد لحياتهم، لأسباب لم تتبين حتى الآن. وحسب مصدر طبي، في تصريح لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، فقد استقبل مستشفى محمد الخامس بطنجة، في أوقات متفرقة من ليلة الأربعاء الخميس، أربع حالات إصابة ناجمة عن محاولات انتحار، بصمت عليها ثلاث فتيات بالإضافة إلى شاب، مشيرا إلى أن أعمارهم جميعا تتراوح ما بين 15 و 17 سنة. وأضاف المصدر، أن المعنيين بالأمر، لا تربطهم أي علاقة قرابة أو صداقة، موضحا أن الحالات الواردة على المستشفى تم تسجيلها في ساعات متفرقة من الليلة الماضية، وأكد أن عملية إسعاف المصابين، تولى أمرها طاقم طبي من المستشفى. وأشار المتحدث، إلى أنه في غضون ذلك، فتحت المصالح الأمنية، تحقيقا في ملابسات هذه الحوادث المتقاربة من حيث الزمان. ويدق خبراء اجتماعيون، ناقوس الخطر، من تنامي حوادث الانتحار بهذه الوتيرة المفزعة، التي تعتبر ظواهر غير مألوفة في المجتمع المغربي بصفة عامة وفي مدينة طنجة على وجه الخصوص، مما يستوجب تشخيصا وحلولا لهذه الظاهرة. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. ويأتي تنامي حالات الانتحار الناتجة عن العلل النفسية، في الوقت الذي يسجل فيه نقص كبير على مستوى الطاقة الاستيعابية لمستشفيات الطب النفسي، "مثل مستشفى الرازي ببني مكادة، الذي لا يلبي شروط التطبيب وحاجات المرضى في ظل الاكتظاظ وقلة الموارد البشرية" يقول المتحدث. ويدعو مراقبون، السلطات المعنية، تحمّل مسؤولياتها وتوفير أطباء نفسيين في جميع المستشفيات، والتنسيق بين كل المتدخّلين، من سلطات وأهالي المرضى وفعاليات المجتمع المدني.