اختار عامل بإحدى الشركات الخاصة بمدينة طنجة، وضع حد لحياته بطريقة مأساوية، من خلال شنق نفسه عبر تعليق جسده في جذع شجرة، ليعيد بذلك مسلسل حوادث الانتحار الذي تعرفه المدينة بين الفينة والأخرى إلى الواجهة. وعثر عدد من سكان حي "كاليفورنيا" بطنجة، صباح اليوم الخميس، على جثة معلقة بأحد جذوع الأشجار بالمنطقة، حيث تبين أن الأمر يتعلق بشخص كان قيد حياته في الخمسينات من العمر. كما اتضح لسكان المنطقة المنطقة، الذين عاينوا الحادث، من خلال ملبس الهالك وهندامه، أنه كان يشتغل قيد حياته عاملا للنظافة، ما جعلهم يرجحون أن ضغوطا نفسية واجتماعية، خاصة مع أجواء عيد الأضحى، هي التي دفعته إلى إنهاء حياته بهذه الطريقة المؤسفة. وفور إشعارها بالحادث، أوفدت السلطات الأمنية المختصة محققين من الشرطة القضائية والعلمية، إلى علم المكان، للقيام بالإجراءات الضرورية، المتمثلة في فتح تحقيق في النازلة مع نقل جثمان الهالك إلى مشرحة الأموات بمستشفى "الدوق دو طوفار". ويدق خبراء اجتماعيون، ناقوس الخطر، من تنامي حوادث الانتحار بهذه الوتيرة المفزعة، التي تعتبر ظواهر غير مألوفة في المجتمع المغربي بصفة عامة وفي مدينة طنجة على وجه الخصوص، مما يستوجب تشخيصا وحلولا لهذه الظاهرة. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. ويرى متخصصون في علم النفس والاجتماع، السلوك الانتحاري لدى الشخص، تتكون أسبابه ودوافع داخل الأسرة وداخل المجتمع، امام اللامبالاة والإهمال فيما يخص المرض أو الخلل في بدايته الأولى، مما يتسبب في تفاقمه ليصل إلى ذروته، وهي القتل أو الانتحار. كما السلوك الانتحاري يبقى نابعا من حالات العجز والإحباط وانسداد الأفق في ذهن المنتحر الذي يفضل استعجال نهايته بطريقة ما، فيسقط مثل ورقة ذابلة في نسيج المجتمع.