– متابعة: اهتزت منطقة بوخالف، اليوم الخميس، على وقع حادثة انتحار جديدة، عندما أقدمت فتاة في منتصف العشرينات من العمر، على وضع حد لحياتها، من خلال إلقاء نفسها من شرفة المنزل الذي تقطنه بحي العرفان. وتفاجأ سكان الحي، بجسد الفتاة، وهو يهوي من الطابق الثالث، حيث المنزل الذي تقطنه بحي العرفان، في منطقة بوخالف، غرب مدينة طنجة. وقال مقربون من الهالكة، البالغة قيد حياتها من العمر 25 سنة، إنها كانت تعاني من اضطرابات نفسية منذ سنوات طويلة، مرجحين أن يكون هذا المعطى هو السبب الرئيسي، وراء إقدامها على الانتحار. وتجمهر العشرات من سكان المنطقة المصدومين، بينهم معارف وأقارب الضحية، حول جسدها المضرج بالدماء قبل حضور عناصر الوقاية المدنية، الذين قاموا بنقلها إلى مستودع الاموات التابع لمركز التشخيص القضائي بمستشفى الدوق دو طوفار، بينما فتحت عناصر الأمن تحقيقا في هذا الحادث. وهذه هي حالة الانتحار الثانية، التي تعرفها مدينة طنجة، خلال شهر أبريل الجاري، حيث شهد حي "الضراوة" بمقاطعة مغوغة، أواساط الأسبوع المنصرم، حالة انتحار أربعيني، داخل منزله، حيث قام بوضع حد لحياته بطريقة الشنق. يدق خبراء اجتماعيون، ناقوس الخطر، من تنامي حوادث الانتحار بهذه الوتيرة المفزعة، التي تعتبر ظواهر غير مألوفة في المجتمع المغربي بصفة عامة وفي مدينة طنجة على وجه الخصوص، مما يستوجب تشخيصا وحلولا لهذه الظاهرة. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. وحسب الدكتور إبراهيم الحمداوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، فإن السلوك الانتحاري لدى الشخص، تتكون أسبابه ودوافع داخل الأسرة وداخل المجتمع، امام اللامبالاة والإهمال فيما يخص المرض أو الخلل في بدايته الأولى، مما يتسبب في تفاقمه ليصل إلى ذروته، وهي القتل أو الانتحار. وينبه الخبير السوسيولوجي، إلى السلوك الانتحاري يبقى نابعا من حالات العجز والإحباط وانسداد الأفق في ذهن المنتحر الذي يفضل استعجال نهايته بطريقة ما، فيسقط مثل ورقة ذابلة في نسيج المجتمع.