الرباط "مغارب كم ": محمد بوخزار استقبل العاهل الإسباني اليوم، بالقصر الملكي "لا ثارثويلا" وزير خارجية المغرب ،سعد الدين العثماني الذي يلتقي الملك خوان كارلوس لأول مرة منذ تعيينه على رأس الدبلوماسية المغربية. وذكرت مصادر إعلامية أن الاستقبال حضره سفيرا البلدين في الرباطومدريد، ألبرتو نافارو، وأحمد ولد سويلم، كما شارك فيه كاتب الدولة الإسباني في الخارجية، غونثالو دي بينيتو". وكان العثماني بدأ سلسلة لقاءاته الرسمية باجتماعه برئيس البرلمان الإسباني، خيسوس بوصادا. ولم تتسرب معلومات عن فحوى المحادثات التي جريت بين الجانبين في مكتب الملك خوان كارلوس، لكن مؤشرات تدل على أنها تناولت بصفة عامة القضايا التقليدية وفي طليعتها ملف الصيد البحري، ودعوة الملك إلى تعميق علاقات التعاون بين البلدين. وهي رغبة متقاسمة بين الجارين، علما أن ملك إسبانيا لا يتدخل في تدبير الشأن العام لكن حرصه على صفاء علاقات بلاده مع المغرب يضطره إلى التدخل رمزيا وهو موقف معتاد يبقى الرضا والقبول من لدن الملك محمد السادس. وتزامنت زيارة العثماني إلى مدريد واستقباله من طرف الملك ،فضلا عن مباحثاته مع رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، ووزير الخارجية، مانويل مارغايو، تتزامن مع إعلان الاتحاد الأوروبي اليوم الاستعداد للشروع في مفاوضات جديدة مع المغرب لإبرام اتفاق جديد للصيد البحري، يعوض الاتفاق الحالي الذي جرى إيقاف العمل به من طرف المغرب، احتجاجا على موقف البرلمان الأوروبي الذي صوت لغير صالح التجديد نهاية السنة الماضية واستنادا إلى معطيات، يبدو أن العثماني حمل إلى المسؤولين الإسبان رغبة بلاده في تكثيف التعاون وترتيب معالجة القضايا الشائكة والعالقة، لكنه بالمقابل طالب بنظرة شاملة لمجمل الملفات الخلافية بحيث في أجواء يتقاسم فيها الجانبان التضحيات وتبادلان التنازلات عند الاقتضاء. إذ لا يفهم المغاربة مثلا كيف يطالب الإسبان بتجديد اتفاق الصيد البحري لأنهم المستفيدون منه وفي نفس الوقت يعارضون الاتفاق الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي الذي ينص على تحرير دخول المواد الزراعية إلى الأسواق الأوروبية، بدعوى أن المزارعين الإسبان يتضررون منه وخاصة مادة الطماطم التي تمتاز بجودتها وانخفاض أسعارها ما يثير غضب المزارعين الإسبان. إلى ذلك يعود العثماني مساء اليوم الجمعة إلى الرباط بعد أن يمثل أمام الصحافة مع نظيره الإسباني.