الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار بينما تستعد لجنة التجارة بالبرلمان الأوروبي، التصويت يوم الخميس على التجديد أو عدمه، بشأن الاتفاق الزراعي المبرم بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وسط معارضة قوية من منتجي البواكير والحوامض الإسبان. وذكرت مصادر إسبانية رسمية أن وزير الفلاحة والصيد البحري الإسباني، أرياس كانييطي، سيقوم بزيارة المغرب يوم التاسع من الشهر المقبل بغية إجراء مباحثات مع المسؤولين المغاربة في أفق التمهيد للتفاوض بشأن إبرام اتفاق جديد للصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، على أثر التصويت السلبي ضد التجديد الذي عبر عنه برلمان "ستراسبورغ" الشهر الماضي، ما فتح أزمة كبيرة بين الرباط وبروكسيل، نجحت زيارة رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، الأخيرة إلى المغرب في تهدئتها أو الحد من تداعياتها. ولا يعرف ما إذا كانت نتيجة تصويت يوم الخميس على الاتفاق الزراعي، ستؤثر على زيارة الوزير "كانييطي" إلى المغرب، على اعتبار أن الاتفاقين مترابطان سياسيا واقتصاديا، إذ لا يجوز من وجهة نظر المغاربة قبول الدفاع عن اتفاق ورفض آخر، خاصة وأن العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، دخلت طور الشراكة الإستراتيجية ما يقتضي تقاسم التضحيات بين الجانبين وهذا ما دفع المغرب إلى التهديد بإعادة النظر في منظومة الشراكة برمتها مع الاتحاد الأوروبي. ويحتج المزارعون الإسبان، منتجو البواكير والخضر، عادة على ما يعتبرونه مزاحمة مغربية غير شريفة مخالفة لبنود الاتفاق، تضر بمصالحهم الحيوية وخاصة في منطقة الأندلس التي تتجمع بها القوى المعارضة للاتفاق الزراعي حتى تستأثر بالتصدير للأسواق الأوروبية. وتعتبر بعض هيئات المزارعين الإسبان، الطماطم المغربية، العدو الرئيس لمنتجاتهم من نفس المادة، بحكم جودتها ويتهمون منافسيهم بتنزيل أسعار المادة في السوق ما يجعل الإقبال عليها أكبر. وكانت الحكومة الاشتراكية السابقة،قد دافعت عن الاتفاق الحالي، وردت على منتقديه بالتذكير بأن إسبانيا ربما تستفيد في العمق أكثر من المغرب بسبب المزاحمة المزعومة للطماطم الإسبانية، واستدلوا على ذلك بالإشارة إلى أن الزراعة العصرية في المغرب يساهم فيها المستثمرون الإسبان الذين منحهم المغرب حق الاستثمار في أراضيه الخصبة، فضلا عن أن أسطول النقل الإسباني المجهز بوسائل التبريد والحفظ هو الذي يتكفل في المقام الأول بنقل المنتوجات الزراعية المغربية إلى ألأسواق الأوروبية، ما يعني أن الفائدة مشتركة مثلما هي التضحيات بالنسبة للطرفين، غير أن المصالح الفئوية تنظر نظرة ضيقة إلى المنافسة بين المزارعين ولا تخضعها لمنطق العلاقات الشاملة مع المغرب. إلى ذلك ظهرت تصدعات في موقف النواب الاشتراكيين الإسبان بالبرلمان الأوروبي من الاتفاق الزراعي حيث رفع بعضهم لواء المعارضة قبل التصويت يوم الخميس.