الرباط "مغارب كم ": محمد بوخزار سافر اليوم الخميس، إلى مدريد، وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، عزيز أخنوش، لإجراء مباحثات مع نظيرته "روسا أغيلار". وأوضحت وكالة إيفي الإسبانية أن الوزيرين، سيبحثان ضمن قضايا متعددة، أوجه التعاون الثنائي وكيفية تطبيق الاتفاق الزراعي المبرم بين المغرب والاتحاد الأوروبي والذي من المفروض أن يصادق عليه البرلمان الأوروبي الشهر المقبل. وكانت الوزيرة الإسبانية التزمت للمزارعين في بلادها في فبراير الماضي وهم الذين عارضوا الاتفاق أو وجهوا انتقادات إليه، التزمت بتطبيق صارم لبنوده والتأكد من دخول حصص المواد الفلاحية المتفق عليها والقادمة من المغرب إلى الأسواق الأوروبية وذلك بإحكام المراقبة والتتبع في الحدود. وأضاف المصدر الإعلامي الإسباني أن الوزير المغربي، الذي يرافقه وفد هام من المسؤولين والفنيين بالوزارة، سينتهز فرصة لقائه بنظيرته الإسبانية للتطرق إلى ملف الصيد البحري، في أفق تجديد الاتفاق الذي انتهى مفعوله نهاية شهر فبراير الماضي وطلب الاتحاد الأوروبي بناء على رغبة ملحة من إسبانيا، من الرباط تمديده سنة أخرى ريثما يتم التفاوض بهدوء من أجل تجديده وإعادة النظر في بنوده على ضوء المستجدات الحاصلة في القطاع سواء في الجانب الأوروبي أو المغربي. ويذكر في هذا الصدد أن جهات محسوبة على جبهة البوليساريو في البرلمان الأوروبي، طالبت بإلغاء اتفاق الصيد على اعتبار أنه يناقض القانون الدولي والشرائع الأوروبية، كون الاتفاق يسمح للأساطيل الأوروبية، وهي إسبانية في أغلبها، بحرية الصيد في الشواطئ الأطلسية الجنوبية في الصحراء حيث تدعي جبهة البوليساريو أن تلك المناطق "محتلة" من طرف المغرب وهي خاضعة للأمم المتحدة، وبالتالي فلا يحق للرباط التصرف في ثرواتها السمكية وخيراتها الطبيعية الأخرى، علما أن الجانب الأوروبي يلزم المغرب بصرف جزء من عائدات الصيد على تنمية المنطقة وتأهيل قطاع الصيد بها، وهو أمر لا يوجد خلاف بين الجانبين بشأنه. لكن الجبهة الانفصالية، لم تكتف بالمطالبة بإلغاء اتفاق الصيد، بل دفعها جنون السياسية إلى مناشدة الاتحاد الأوروبي، كي يتراجع عن اتفاق الشراكة والوضع المتقدم الذي منحه للمغرب بعد مفاوضات طويلة وتعاون وثيق في كافة المجالات بين الجانبين. وتزامنت تلك المطالبات الغريبة مع "هجوم" إعلامي نظمته البوليساريو، ضد المغرب، مستندة على مناصريها في الإعلام الإسباني ولدى فلول اليسار الأوروبي المتطرف الذي فقد المصداقية داخل بلدانه وصار يوزع دعمه بمقابل للقضايا الخاسرة. وقد أنفضح أمر اليسار الفاقد للبوصلة، بشكل صادم للرأي العام الإسباني نفسه خلال التزوير وتزييف الحقائق الذي تورطت فيه منابر إعلامية إسبانية، أثناء تغطيتها المنحازة لبعض الأحداث التي وقعت في مدن بالصحراء العام الماضي، وأهمها ما جرى في مخيم "كديم إيزيك" بضواحي العيون الذي حاولت السلطات المغربية تفكيكه بسلام لكنها فوجئت بعصابات مسلحة مدربة، كانت قابعة بالمخيم واجهت عناصر الأمن المغربي والقوات العمومية بعنف وحشي غير مسبوق ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا في الجانب المغربي والتنكيل بجثثهم من قبل عناصر البوليساريو. يذكر أن أسطول الصيد في إقليم الأندلس هو المستفيد الأول من رخص الصيد البحري الممنوحة من طرف المغرب، بمقتضى الاتفاق المغربي الأوروبي والبالغ عددها 119 رخصة، يضاف إليها عدد محدود من الرخص التكميلية تطبق على أنواع محددة من السمك وفي فترات زمنية.ويصل العدد إلى 138 رخصة. وتأتي زيارة وزير الفلاحة المغربي إلى مدريد، بعد زيارة وفد اقتصادي حكومي ومن رجال الأعمال الشهر الماضي لمدريد وكذلك الزيارة الخاصة التي قام بها عاهل إسبانيا الملك خوان كارلوس بداية الشهر الجاري إلى المغرب، حيث أمضى في ضيافة الملك محمد السادس حوالي خمسة أيام، تخللتها محادثات وصفت بأنها كانت على جانب كبير من الأهمية، بالنسبة لمستقبل للعلاقات الثنائية بين البلدين.