سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير إسبانيا بالمغرب: زيارة الملك خوان كارلوس الأخيرة نقلت العلاقات من الليل إلى النهار وجبته المفضلة "البسطيلة" بفواكه البحر.. والربط بين الرباط ومدريد إنجاز مفرح له
الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار شبه السفير الإسباني لدى المغرب، التحسن الذي طرأ على العلاقات بين البلدين ، بوضعية الانتقال" من الليل إلى النهار". وارجع الدبلوماسي، البرتو نافارو، التحسن إلى جملة أسباب أهمها الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى مراكش العاهل الإسباني خوان كارلوس، عقب الهجوم الإرهابي على مقهى "أركانة" حيث أمضى في عاصمة المرابطين حوالي خمسة أيام، أجرى خلالها محادثات معمقة وهامة مع الملك محمد السادس. ويقول السفير الذي زار المغرب من قبل تعيينه، في حديث أجرته معه الإذاعة الخاصة "كادينا صير" الواسعة الاستماع وبث اليوم الأحد "إن جمود العلاقات انتهى بدفع قوي لها على الصعيدين التجاري والعسكري، مشيرا إلى أن شركة إسبانية فازت بصفقة كبرى بمبلغ 80 مليون يورو، تتعلق بتشييد محطة لتحلية وتصفية المياه في مدينة الجديدة". وقال نافارو، مخاطبا المستمعين في بلاده "يجب أن نكون شاعرين أن إسبانيا والمغرب هما مملكتان تضمنان الاستقرار، فضلا عن كون الملك خوان كارلوس، محبوب في المغرب بالنظر إلى الصداقة الوثيقة التي جمعته في الماضي بالملك الراحل الحسن الثاني". واعتبر السفير، الزيارات الرسمية المتبادلة ضرورية لتوسيع العلاقات كما تساهم في تخطي الحواجز، طالبا أن يتم النظر إلى الجار المغاربي الجنوبي، ليس كعنصر تهديد وإنما الضامن للاستقرار، إذ على الرغم من التحديات التي تواجهه في مجال التغطية الصحية والتربية، لكنه يتقدم. ودعا السفير الإسباني الأوروبيين إلى التخلي عن سياسة "التمركز حول الذات" معترفا بأن بلاده لا تعرف تاريخ المغرب، بينما يعرف المغاربة بشكل أفضل تاريخنا وحقيقتنا الاجتماعية، وذلك ما يتجلى في تتبع الأحداث السياسية والرياضية التي تقع عندنا، هذا بالإضافة إلى أن عدد المغاربة المستقرين في إسبانيا يتضاعف حيث وصل تعدادهم إلى حوالي 777 ألف في حين لا يصل عدد الإسبان الموجودين في المغرب إلى عشرة آلاف. واعتبر نافارو، الإصلاحات الجارية في المغرب، جديرة باهتمام الإسبان ومواكبتها وتقديم أشكال المساعدة لها كل ما أمكن ذلك وكلما طلب منا القيام بها، معبرا بالمناسبة عن فرحته بتدشين خط جوي جديد يربط الرباط بمدريد تتولى تسييره شركة الخطوط "إيبريا" ابتداء من فاتح الشهر المقبل، مؤملا أن يتلوه ربط جديد بين الرباط ومالقة، ما يجعل المسافة أقرب من ذي قبل بين البلدين وما يجعل السفير مرتاحا مثلما كان في لشبونة، في مهمة مماثلة إذ اعتبر الربط الجوي أحد أهم إنجازاته. إلى ذلك، قدر السفير الإسباني عدد الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم الجامعية في بلاده، بحوالي خمسة آلاف كما أن أعدادا كبيرة من العائلات الإسبانية تعيش من الاشتغال في قطاعي الصيد البحري والفلاحة زيادة على الاستثمارات الهائلة في المغرب. وفي هذا الإطار دعا إلى تنويع العلاقات والإكثار من المنح الدراسية للطلبة المغاربة، مقترحا في هذا المجال أن يكون لإسبانيا برنامجها التربوي الخاص "إيراسموس" الذي تشترك فيه الدول الأوروبية، كما تمنى الإكثار من التواصل بين الشباب في البلدين. وسئل السفير الإسباني عن انعكاس انتصار الحزب الشعبي في الانتخابات الإقليمية والمحلية الأخيرة،على مستقبل العلاقات مع المغرب، فاعترف أنه توجد فعلا مخاوف في المغرب من عودة الحزب الشعبي إلى الحكومة لكنه قلل من ذلك بالقول إن العلاقات هي بين دوليتين ترعى مصالحهما المشتركة وهي قد نمت وتطورت في السنوات الماضية ما يستوجب العمل من وجهة نظره، على تقوية ودعم ما يقرب بين الشعبين وليس ما يباعد بينهما، معربا عن الاعتقاد أن الحزب الشعبي سيسير في نفس الاتجاه. وكشف السفير أنه يقول لمحاوريه من المغاربة إن العلاقات بين البلدين يجب أن تكون بمنأى عن السياسة، وهي نفس العبارة التي قالها الملك خوان كارلوس. وبخصوص الأزمة العالمية وتأثيرها على المغرب ،أوضح السفير"نافارو" أن جار المغرب الجنوبي استطاع الخروج من نفق تداعيات الأزمة، محققا معدل نمو يصل الى 4 في المائة، مقارنة بالناتج الداخلي الخام، علما أن السوق المغربية تحتل المرتبة العاشرة بالنسبة لصادرات إسبانيا عالميا وهي تبيع له أكثر من الصين واليابان كما تحتل معاملاتنا التجارية مع المغرب الرتبة الثانية بنسبة 16 في المائة أمام فرنسا 18في المائة. ولم يفت السفير أن يعبر عن سروره بوجوده في المغرب الذي أمضى به أكثر من ثمانية أشهر وإعجابه بسكانه وتقاليده مشيرا بالخصوص إلى أنه دائم التنقل بين المدن المغربية التي يعشق أطباقها ويتناولها على الأقل مرتين في الأسبوع أما وجبته المفضلة فهي "البسطيلة بفواكه البحر". ويخصص السفير باقي وقته خارج العمل إلى العناية بأسرته المكونة من أربعة أطفال ثلاث بنات وولد، أما ولداه الأولان من زواج سابق فهما مستقلان عنه ويوجدان في إسبانيا.