صادق مجلس الوزراء الإسباني اليوم الجمعة، خلال اجتماعه الأسبوعي على تعيين الدبلوماسي، البرتو نافارو، سفيرا معتمدا لدى المغرب خلفا للسفير السابق، لويس بلاناس، الذي عهد إليه منصب السفير الدائم لدى الإدارة الإسبانية بالمفوضية الأوروبية ببروكسيل. والسفير الإسباني الجديد في المغرب، يبلغ من العمر 55 سنة وسبق أن ترقى في سلك الخارجية الإسبانية حيث شغل ما بين 2004 و2008 وظيفة كاتب الدولة لدى الاتحاد الأوروبي، انتقل بعدها إلى لشبونة لتمثيل بلاده لدى البرتغال جارة إسبانيا. وتعتقد الدوائر الإسبانية أن بلاناس(57 سنة)الذي عين بالعاصمة المغربية بعد وصول الاشتراكيين إلى السلطة عام 2004، كان ناجحا على العموم في مهامه واستطاع بفضل وعيه السياسي وتجربته الحزبية كنائب بالبرلمان ومسؤول سابق في الحكومة المستقلة بالأندلس، إضافة إلى علاقات الصداقة مع وزير الخارجية، استطاع الحفاظ على العلاقات الثنائية بين البلدين وحمايتها من الانزلاق إلى حافة الأزمة الخطيرة مثل تلك التي سببتها زيارة العاهل الإسباني وعقيلته لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين في نوفمبر عام 2007، ما أثار غضب المغاربة الشديد الذي تجلى في عدة إجراءات بينها دعوة السفير، عمر عزيمان للتشاور الممدد لحوالي ثلاثة أشهر. وجاءت أحداث الصيف الماضي لتبرهن أن الشرخ العميق الذي أصاب علاقات الرباط ومدريد لم يتم تجاوزه بالكامل، ما جعل الحكومة الاشتراكية تستعين بالملك خوان كارلوس للاتصال بالعاهل المغربي لينزلا بثقلهما المعنوي من أجل إنهاء الأزمة التي عرفتها مدينة مليلية المحتلة جراء اتهامات متبادلة بين الجانبين بإساءة معاملة مواطنيهما. يذكر أن تصريحات مغربية إسبانية تطابقت في المدة الأخيرة بخصوص التحاق السفيرين بمهامهما في الرباط ومدريد. وفي هذا الصدد يتوقع أن يتم في المغرب الإعلان الرسمي عن تعيين أحمد ولد سويلم، سفيرا لدى المملكة الإسبانية. ولن يتم ذلك إلا بعد تسلمه ظهير التعيين من العاهل المغربي الملك محمد السادس طبقا للتقاليد المرعية في هذا المجال. وبرأي المراقبين، فإن تأخر السفيرين في مباشرة مهامهما، ربما أتاحا لهما فرصة الإطلاع المعمق على ملفات التعاون بين البلدين وإعداد خطة العمل لكي يضطلعا بالدور المسند لهما على أحسن وجه وتجنب ما من شأنه أن يوتر الأجواء من جديد. وسيواجه السفيران المغربي والإسباني قريبا امتحان انعقاد اللجنة العليا المشتركة المؤجلة منذ عام 2008 كما يفترض أن يقوم العاهل الإسباني بزيارة المغرب، كإشارة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الملكين والشعبين.