على بعد أسبوع من تقلد إسبانيا لرئاسة الاتحاد الأوروبي التي ستبدأ انطلاقا من 30 من شهر يونيو الجاري قرر وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس تغيير السفير الحالي لإسبانيابالرباط لويس بلاناس الذي سيعوض حسب مصادر إسبانية بالسيد «البيرتو نافارو» الذي يشغل حاليا سفيرا لبلاده في البرتغال. وتعتبر الأوساط الدبلوماسية الإسبانية أن مهمة سفيرها في المغرب مهمة صعبة وأنها تتريث وتبحث كثيرا قبل أن تعين الشخص الذي تضع ثقتها فيه. ويأتي هذا التغيير في إطار التعديل الدبلوماسي الذي قرر موراتينوس الإقدام عليه لمواجهة مهمة رئاسة الاتحاد الأوروبي. وقد مست هذه التغييرات سفير إسبانيا في المغرب وسفرائها في كل من فرنسا والبرتغال والاتحاد الأوروبي. واعتبرت المصادر الدبلوماسية الإسبانية أن تعيين السيد نافارو سفيرا بالمغرب كان مفاجأة على اعتبار أنه لم يمض في لشبونة سوى سنتين. وأضافت أن السيد نافارو شخصية دبلوماسية من المستوى الرفيع. فقد كان كاتبا للدولة لدى الاتحاد الأوروبي ما بين سنتي 2004 و 2008 ويحظى بالدعم الشخصي لرئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو. وقالت نفس المصادر إن ترشيح السيد نافارو لهذه المهمة جاء للدفاع عن المصالح الإسبانية في الرباط، ولم تتردد جريدة البايس في وصف هذا التعيين بأنه مقابل لتعيين الرباط لولد سويلم القيادي السابق في جبهة البوليساريو سفيرا للمغرب في مدريد لملء هذا المنصب الشاغر منذ أكثر من ستة أشهر. وهو التعيين الذي لم تنظر إليه الأوساط الحكومية والسياسية الإسبانية بعين الرضى على اعتبار المنصب الذي كان يحتله ولد سويلم داخل الجبهة الانفصالية ومعرفته الكبيرة بملف الصحراء والتأثير الذي يمكن أن يلعبه في تقليص دور إسبانيا في هذا الملف. وفي المقابل عينت مدريد سفيرها الحالي لويس بلاناس في منصب سفارة الاتحاد الأروبي خلفا للسيد كارلوس باستاريتشي. وللإشارة فإن العلاقات بين المغرب وإسبانيا عرفت خلال المدة الأخيرة بعض التوتر الذي قللت أوساط حكومية إسبانية من أهميته عقب التصريح الحكومي الذي ألقاه الوزير الأول عباس الفاسي والذي ذكر فيه بالموقف الرسمي الثابت للمغرب من قضية استرجاع سبتة ومليلية المحتلتين والجزر التابعة لهما. وهو التصريح الذي حرك بعض ردود الفعل كان آخرها رفض السفير الحالي لويس بلاناس لوثيقة رسمية تلقتها السفارة الإسبانية بالرباط من وزارة الخارجية المغربية تصف فيها سبتة بالثغر المحتل.