عمد المهتمّون بالشأن السياسي الإسباني، وكذا المتابعون لدينامية العلاقات المغربية الإسبانية، إلى تداول نبأ تعديل دبلوماسي وآخر حكومي قاض بتعيين وزير الخارجية الإسباني الحالي، مِيغِيلْ أَنْخِيلْ مُورَاتِينُوسْ، على رأس التمثيلية الدبلوماسية للحكومة الإسبانية بالرباط.. وهو الإجراء الذي رُوّج على نطاق واسع مع تأكيد قرب تفعيله بحلول الأسابيع القليلة المقبلة بجعل مُورَاتِينُوسْ سفيرا لإسبانيا بالمغرب. النبأ نفسه تمّ تأكيده على صدر صفحات الموقع الإلكتروني "أخبار النّاظور" بقصاصة إخبارية حاملة لعدد 242 ومُعنونة ب "مُورَاتِينُوسْ سفِيراً بالرّبَاط"، إذ أفيد ضمنها بأنّ "مصادر جدّ مُطّلعة" قد أكّدت للموقع المذكور بأنّ الحكومة الإسبانية قد وافقت على تعيين وزير الخارجية الحالي خلفا ل "لوِيسْ بْلاَنَاسْ" المُعتمد سفيرا لإسبانيا بالمغرب طيلة الستّ سنوات الماضية.. قبل أن تُورد نفس القصاصة إلى كون حلول مُوراتِينُوس بمنصبه الجديد ستكون بعد شهرين من الآن. تكليف مُورَاتينُوسْ برئاسة التمثيلية الدّبلوماسية الإسبانية بالمغرب يُمكن إستيعابه ك "تبخيس" لعمل نفس الشخص الذي يتولّى حاليا رئاسة عموم الآلة الدبلوماسية الإسبانية في الوقت الراهن، كما يمكن وضعه ضمن سياق يُستشفّ منه نيّة استثمار الحكومة الإسبانية لجهود مُوراتِينُوسْ، المُعتبر "صديقاً تَاريخيا" للمغرب ومُقرّبا من رئيس الحكومة الإسبانية الحالي لُوِيسْ رُودْرِيغِثْ ثَابَاتِيرُو، في إخماد بوادر الأزمة التي بدت تلوح في سماء علاقات البلدين الجارين بعد تصريحات متبادلة انطلقت أوّلا من المستشار البرلماني المغربي يحيى يحيى ونعته "التواجد" الإسباني بمليلية ب "الاحتلال" وإعلانه العزم على تضمين هذا النعت ضمن الوثائق الرسمية الصادرة عن بلدية بني انصار الحدودية التي يرأسها (12 كيلومترا شمال النّاظور..) ثمّ يعمد يحيى يحيى على تقديم استقالته من رئاسة مجموعة الصداقة المغربية الإسبانية بالغرفة الثانية للبرلمان المغربي تحت داعٍ مُعلن كاحتجاج على "عدم تجاوب" وزارة الدّاخلية مع آليات تفعيل هذا القرار بشن "ضغوط غير مباشرة".. وآخر مُستشفٍّ في شاكلة قطيعة مع "عثرات" الدبلوماسية الإسبانية التي ما تفتأ "تقوض" الجهود المغربية في الحفاظ على "المعالم السيادية بالمنطقة". كما تم التأثير على "أسهم" مُورَاتِينُوسْ من قبل الوزير الأوّل المغربي عبّاس الفاسي الذي ضمّن التصريح الحكومي المُقدّم بداية الأسبوع الجاري أمام البرلمان "دعوة" إلى إسبانيا من أجل الحوار لإنهاء احتلال سبتة ومليلية والجزر المجاورة لهما، إذ قال: ندعو الصديقة إسبانيا إلى الحوار مع المغرب من أجل إنهاء احتلال هاتين المدينتين المغربيتين والجزر السليبة المجاورة لهما، وفق منظور مستقبلي يأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة للبلدين والحقائق الاستراتيجية والجيوسياسية الجديدة ، التي تجعل تجاهل حق المغرب في استرجاع المدينتين لا يساير روح العصر وعلاقات حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية بين المملكتين المغربية والإسبانية". وتجدر الإشارة إلى أنّ معالم إزاحة مِيغِيلْ أَنْخِيلْ مُورَاتِينُوسْ من على رأس الدبلوماسية الإسبانية قد بدت تلوح من خلال ردود فعل الفاعلين السياسيين الإسبان الذين اعتبروا الإفصاح عن المطالب المغربية بشأن مدينتي مليلية وسبتة والجزر المجاورة لهما بمثابة انقضاء "هدنة" طالت لسنوات بين البلدين، زيادة على ما أفيد بخصوص فشل ممُورَاتِينُوسْ في حفظ "ماء وجه" إسبانيا عبر الإعلان عن تأجيل قمّة الاتحاد من أجل المتوسّط إلى شهر نونبر بعدما كانت مبرمجة في ال7 من شهر يونيو المقبل ببرشلونة.. وهي القمّة التي أعطى وزير الخارجية الإسباني تصريحات بالتيقّن من نجاحها قُبيل أيّام.. وهو ما يعني فشل حكومة ثَاباتيرو في التغطية على الانتقادات الموجهة لفترة رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي,