الرباط "مغارب كم": محمد بوخزا بثت وكالة الأنباء المغربية ليلة الثلاثاء خبرا مفاده أن رئيس الدبلوماسية المغربية، سعد الدين العثماني، سيقوم بزيارة للعاصمة الإسبانية في غضون الأسبوع الجاري. وأشار المصدر إلى أن العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس، سيستقبل العثماني يوم الجمعة المقبل بالقصر الملكي "لا ثارثويلا" دون أن تعطي الوكالة تفاصيل عن طبيعة الزيارة التي تم الإعلان عنها مساء الثلاثاء بشكل مفاجئ. وسيزور العثماني مدريد قبل أن يستقبل في الرباط نظيره الإسباني الذي كان مفروضا أن يرافق رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، خلال زيارته الأولى إلى المغرب التي وضعت حدا لسوء التفاهم الذي كان قائما بين المغرب والحزب الشعبي الإسباني. إلى ذلك سبق أن أعلنت مدريد أن وزيرها في الفلاحة والصيد، أرياس كانييتي، سيزور المغرب يوم التاسع من فبراير، لكن الزيارة أجلت بناء على رغبة مشتركة وتفاهم متبادل بين البلدين حتى يتم تهيئي الأجواء لمفاوضات مقبلة بين المغرب والاتحاد الأوروبي بشأن تجديد اتفاق الصيد البحري المبرم بين الجانبين عام 2007 والذي انتهت مدته ثم وقع تمديده إلى غاية نهاية فبراير 2012، لكن المغرب طلب قبل حلول الموعد، من السفن الأوروبية وأغلبها تنتمي إلى الأسطول الإسباني، مغادرة الشواطئ المغربية والكف عن الصيد ، كإجراء احتجاج على تصويت البرلمان الأوروبي ضد تجديد اتفاقية الصيد، تحت ذرائع سياسية يعتبرها المغرب واهية وتخليا عن عهود سابقة و يتعرض الحزب الشعبي الحاكم لضغوط من نقابات الصيادين الإسبان، للقيام بمساعي لحمل الاتحاد الأوروبي على الدفع في اتجاه تجديد الاتفاق. وفي هذا الصدد أجرى وزير خارجية إسبانيا مباحثات يوم الثلاثاء في مدريد مع نظيره السويدي الذي تقف بلاده في مقدمة صف الدول الأوروبية المعارضة لإبرام اتفاق جديد مع المغرب . وتساند السويد بقوة كل من هولندا وبريطانيا، في هذا الموقف غير الودي حيال المغرب. وطلب وزير الخارجية الإسباني من نظيره بوضوح أن تتفهم بلاده وضعية الصيادين الإسبان خاصة في ظروف الأزمة المالية الصعبة التي تجتازها إسبانيا وبالتالي عدم معارضة اتفاق جديد للصيد مع المغرب. ومن السابق لأوانه القول بأن الصيد البحري يقف وحده وراء الزيارة المفاجئة لوزير خارجية المغرب إلى إسبانيا ، إذ المفروض أن يوكل تدبير الملف إلى وزير الفلاحة المغربي، عزيز أخنوش الذي تدرب على التفاوض خلال الحكومة السابقة بل قيل إن سر الاحتفاظ به في نفس المنصب الحكومي فرضه ملف الصيد البحري وتطوراته المحتملة. تجدر الإشارة إلى أن العثماني زار نهاية الأسبوع الماضي الجزائر واستقبل لمدة ثلاث ساعات من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كما قام بزيارة لم يعلن عنها في إبانها، إلى أديس أبابا التي احتضنت قمة الاتحاد الإفريقي الذي انسحب منه المغرب على خلفية قبول الجمهورية الصحراوية التي أعلنتها جبهة البوليساريو، من جانب واحد منتصف السبعينيات .وخلال وجوده بالعاصمة الإثيوبية أجرى العثماني اتصالات مع مسؤولين أفارقة كما أن أصواننا تعالت في المنظمة لأول مرة تطالب بعودة المغرب للأسرة الإفريقية، ومن بين الذين دافعوا عن ذلك بكل صراحة الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي الذي سيزور الرباط لأول مرة في الأيام المقبلة. وخرجت تونس عن حيادها القديم وأعلنت مساندتها الواضحة للرباط وهذا تطور ستحسب له الجزائر الحساب المناسب لأن تونس ليست وحدها في هذا التحول. وبرأ ي مراقبين فإن النشاط الدبلوماسي المكثف الذي يقوم به المغرب في الوقت الراهن في شخص وزير خارجيته الجديد، لا يحركه دافع الصيد البحري فقط ومن هنا فإن نزاع الصحراء ليس غائبا ولا بعيدا عن التحرك الذي يقوم به وزير الخارجية، ولم يمض على تعيينه في المنصب سوى أيام معدودة. تجدر الإشارة كذلك إلى أن العثماني سيرأس على الأغلب الوفد المفاوض مع جبهة البوليساريو، حيث يلتقي الطرفان مجددا في "مانهاست" بضواحي نيويورك في الجولة التاسعة من مفاوضات عقيمة لم تسفر جولاتها السابقة عن تعيير مهم في مواقف الطرفين.