قتلت قوات الأمن السورية أربعة أشخاص اليوم الأحد، كما شنت حملة اعتقالات ومداهمات في عدد من المدن والمناطق، وكان تسعة أشخاص على الأقل قتلوا السبت برصاص الأمن و"الشبيحة"، في حينخرجت مظاهرات ليلية تنادي بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وتتضامن مع سكان العاصمة دمشق، التي كان الأمن اقتحم فيها مسجد الرفاعي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن شخصين قتلا وجرح تسعة آخرون عندما اقتحمت قوات من الجيش والأمن مدينة خان شيخون في ريف إدلب (شمال غرب)- بدوره قال اتحاد التنسيقيات الثورة إن شخصا قتل في إنخل بدرعا وآخر في حمص، كما شن الأمن حملة اعتقالات في القصير بحمص وخان شيخون وكفرومة. في هذه الأثناء نشر ناشطون على الإنترنت صورا تظهر أهالي حي باب القبلي في مدينة حماة يخرجون صباح اليوم جثث 13 مواطنا بينهم امرأتان، قتلوا في الاقتحامات الأخيرة للمدينة لنقلها من أمام جامع السرجاوي إلى المقابر العامة. وقال الناشطون إن الأهالي أجبروا على نقل الجثث حتى لا يمكنوا قوات الأمن و"الشبيحة" من نقلها بعد أن حضروا لنبش القبور. وكان ناشطون أفادوا بمقتل شخصين في سقبا وحرستا الليلة الماضية، ومقتل شخص ثالث، كما أصيب آخرون في بلدة مارع في حلب برصاص الأمن والشبيحة، كما قتل ثلاثة أشخاص في اللاذقية واثنان في معرة النعمان وواحد بحي البياضة بمدينة حمص. وأطلقت قوات الأمن والشبيحة النار أيضا لتفريق المتظاهرين في بلدة إعزاز بريف حلب، كما اقتحمت بلدة نيرب سرمين بمحافظة إدلب وشنت حملة اعتقالات. هولاكو والتتر وكان سكان بلدات زملكا وحمورية بريف دمشق قد خرجوا، كما خرج متظاهرون في عدد من المحافظات تضامنا مع حي كفرسوسة حيث تعرض مسجد الرفاعي لاقتحام قوات الأمن والاعتداء على إمام المسجد عثمان الرفاعي الذي عولج بغرز في رأسه. وتعليقا على هذا الموضوع، قال رئيس رابطة العلماء السوريين الشيخ محمد علي الصابوني، إن نظام الأسد يقوم "بأعمال بربرية ووحشية" ويقدم نموذجا جديدا من الهمجية لم يحدث في عهدي هولاكو والتتر، فمن قصف مآذن المساجد إلى اقتحامها وتمزيق المصاحف والاعتداء على المصلين داخل بيوت الله. وأضاف للجزيرة أن الفجور وصل بأزلام النظام إلى إجبار المعتقلين على القول "لا إله إلا بشار الأسد وشقيقه ماهر" وسأل الصابوني عن موقف المسلمين وخصوصا العلماء السوريين والعالم العربي من هذا "الظلم والطغيان". ووصف الصابوني الأسد بأنه "كذاب وأفاك وأحد تلامذة مسيلمة الكذاب" مؤكدا أن المساجد لا تستخدم للتحريض، داعيا المسلمين إلى الوقوف ومواجهة "رئيس الإجرام" الذي هتك المحرمات ولم يوفر شيئا من المحرمات إلا واعتدى عليه. انشقاق بالجيش في غضون ذلك قال سكان من حرستا (شمال شرق دمشق) إن قوات موالية للأسد خاضت معارك بالأسلحة أثناء الليل مع منشقين عن الجيش كانوا رفضوا إطلاق النار على احتجاج مطالب بالديمقراطية. وأضاف السكان لرويترز أن عشرات الجنود فروا إلى الغوطة، وهي منطقة بساتين وأراض زراعية، بعدما أطلقت القوات الموالية للأسد النار على حشد كبير من المتظاهرين قرب حرستا لمنعهم من تنظيم مسيرة إلى العاصمة في تحد لأمر أصدرته وزارة الداخلية بعدم التظاهر في دمشق. وقال أحد السكان إن الجيش كان يطلق نيران الرشاشات الثقيلة طول الليل في الغوطة، وكان يلقى ردا من بنادق أصغر. وهذا أول انشقاق يجري الإبلاغ عنه حول العاصمة حيث تتمركز القوات الأساسية للأسد. وجاء في بيان على الإنترنت للضباط الأحرار، وهي مجموعة تقول إنها تمثل المنشقين، أن "انشقاقات كبيرة" وقعت في حرستا وأن قوات الأمن و"الشبيحة" تطارد المنشقين في اتجاه البساتين والأحياء داخل دمشق. ونفت السلطات مرارا حدوث أي انشقاق في الجيش، وطردت وسائل الإعلام المستقلة منذ أن اندلعت الانتفاضة ضد الأسد في مارس/ آذار والتي أدت وفق الأممالمتحدة إلى مقتل 2200 شخص. منع سكان معارضين إلى ذلك، أوردت مصادر للجزيرة أنه تقرر منع سكان محافظة درعا من التوجه إلى دمشق، ماعدا من يحمل هوية طالب أو هوية عسكرية. كما منعت السلطات كلا من المعارضين السوريين، ميشيل كيلو، وفايز سارة، ولؤي حسين من السفر خارج سوريا. وقال سارة للجزيرة إنه وكيلو وحسين كانوا متجهين إلى لبنان عبر منفذ "جديدة يابوس" البري حيث أبلغوا من ضابط أمن منعهم من السفر مبررين المنع بالحفاظ على سلامتهم بسبب عدم "حدوث مفاجآت غير متوقعة". وأضاف أنه ورغم تعهده بالسفر على مسؤوليته الشخصية إلا أن الضابط أبلغهم بأن هناك قرارا شفهيا اتخذ بمنعهم من السفر. من جهة أخرى ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد أصدر اليوم المرسوم التشريعي رقم 180 الخاص بقانون الإعلام من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. ويأتي قانون الإعلام الجديد في إطار حزمة إصلاحات سياسية أعلن عنها لتهدئة موجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تهدد حكم عائلته الممتد منذ 42 عاما. ويقضي القانون وفق المسودة التي ناقشها مجلس الوزراء بإحداث مجلس يسمى المجلس الوطني للإعلام يتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، ومن المفترض أن يتضمن فقرة هامة تتعلق بمنع حبس الصحفي عبر مادة خاصة. ويعتقد أن القانون يضع محددات لعمل الصحفي تتعلق بالوطن والعدو وعدم المساس بالوحدة الوطنية. إفراج ومظاهرة من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الأحد إن السلطات السعودية أفرجت عن 164 سورياً، اعتقلتهم قبل نحو أسبوعين إثر خروجهم للتظاهر بالرياض ترحيباً بإعلان الملك عبد الله بن عبد العزيز استدعاء سفير المملكة من دمشق ودعوته إلى استخدام الحكمة في حل الأزمة في سوريا. ونقل المرصد، ومقره بريطانيا، عن سوريين مفرج عنهم أن السلطات السعودية أخلت سبيلهم جميعاً خلال اليومين الماضيين. في تركيا نظم عشرات الأتراك والسوريين المقيمين في تركيا مظاهرة في ساحة تقسيم وسط إسطنبول للتنديد "بالممارسات الإجرامية" للنظام السوري بحق شعب أعزل يطالب بالحرية، على حد تعبيرهم. كما ردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام في سوريا وتحذر الأسد من أن مصيره سيكون مشابها لمصير العقيد القذافي, كما رفع المتظاهرون علمين متصلين لتركيا وسوريا بطول نحو خمسين مترا للتدليل على عمق العلاقات بين الشعبين التركي والسوري وفقا للمتظاهرين. الجزيرة