قتلت قوات الأمن السورية عددا من المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في أنحاء متفرقة من البلاد، فيما استمرت عمليات اقتحام المدن وعمليات الدهم وحملات الاعتقالات، في وقت خرجت فيه مظاهرات ليلية في مدن وبلدات سورية بينها حمص وحلب وإدلب. وقالت لجان التنسيق المحلية إن ستة قتلى سقطوا بعدما أطلقت قوات الأمن النار على المظاهرات في حييْ باب السباع والخالدية في مدينة حمص. وأضافت اللجان أن شخصيْن قتلا وأصيب ثلاثة أحدهم في حالة موت سريري، حين أطلقت النار على متظاهرين في تلبيسة بمحافظة حمص، وهي بلدة شهدت أيضا اعتقالات وانتشارا كثيفا للأمن منعا لتشييع القتلى. ومن جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أربعة مواطنين في حي البياضة المقطوع عن العالم الخارجي بمدينة حمص، لكن لم يتسن له التأكد منها بسبب انقطاع الاتصالات، كما شوهدت ست آليات عسكرية مدرعة في حي باب السباع قرب مسجد المريجة، فيما تمنع الحواجز الأمنية الدخول إلى الحي. وأضاف المرصد أن تشييع جثمان قتيل في الخامسة عشرة من العمر بمدينة تدمر توفي اليوم متأثراً بجراح أُصيب بها قبل أيام برصاص قوات الأمن السورية تحول إلى مظاهرة حاشدة هي الأكبر في المدينة، وشارك فيها عشرات الآلاف -بينهم نساء وأطفال- مطالبين بإسقاط النظام. وتقول أرقام الناشطين والأممالمتحدة إن 2200 شخص قتلوا منذ بدأت منتصف مارس/آذار الاحتجاجات ضد نظام الأسد الذي يتحدث عن "مؤامرة" تنفذها "جماعات مسلحة" قال إنها قتلت منذ بدأت الاحتجاجات نحو خمسمائة من رجال الأمن. اعتقالات ومظاهرات يأتي هذا في وقت قالت فيه مصادر للجزيرة إن الأمن السوري اقتحم مدينة زملكا بريف دمشق ويطلق النار بشكل عشوائي، كما شنت هذه القوات حملات مداهمات للمنازل واعتقالات في حييْ باب الخالدية والسباع. وأضافت المصادر أن الأمن أطلق النار على الأهالي وقام باعتقالات في المعضمية، كما شهدت منطقة مارع بريف حلب حملة اعتقالات واسعة بعد مظاهرات ضد النظام. إلى ذلك أفادت لجان التنسيق المحلية بأن الأمن السوري اقتحم مجلس عزاء لأحد قتلى المظاهرات بدمشق وأطلق الرصاص بشكل عشوائي. وكانت اللجان ذكرت أن مداهمات معززة بالآليات استهدفت بلدات في محافظة دير الزور غير بعيد عن الحدود مع العراق بينها الميادين والبرهامة، وانتهت بمقتل شخص على الأقل واعتقال العشرات. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته عن توقيف 37 شخصا في حرستا فجر الأربعاء، يضافون إلى 120 اعتقلوا فجر الثلاثاء في البلدة الواقعة في ريف دمشق والتي أغلقت مداخلها بعد منتصف ليل الاثنين وفق المنظمة الحقوقية. وفي غضون ذلك خرجت مظاهرات ليلية بعد صلاة التراويح للمطالبة بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين، ودعم المناطق المحاصرة في كل من حمص بأحيائها وعدد من مناطق إدلب، وفي مدينتي ناحتة والصنمين بمحافظة درعا ومدن دوما ومضايا والزبداني والتل وكناكر بريف دمشق، ومدينة عفرين قرب حلب. وترافقت الجولات الجديدة من عمليات القتل والاعتقالات والمظاهرات مع استمرار الجولات الميدانية لبعثة الأممالمتحدة في دَرعا وحماة، حيث خرجت مظاهرات تطالب بإسقاط النظام. اعتقال وخطف في هذه الأثناء ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جهازاً أمنياً اعتقل مساء الثلاثاء في دمشق المحامي والناشط السوري محمد عصام زغلول إثر مشاركته عبر الهاتف في حوار مع قناة تلفزيونية حول اعتصام المحامين في سوريا، ولا يزال مصيره ومكان اعتقاله مجهوليْن. وفي سياق متصل خطف مجهولون الناشط السوري المعارض زهير النجار في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان. وأعلن زهير أبا زيد المعارض السوري والمتحدث باسم العلماء وطلاب الشريعة في سوريا أن النجار -الذي يتحدر من حمص- خطف من مكتبه في مدينة طرابلس. وقد تمت سرقة حاسوبين يحتويان على معلومات حول حركة الاحتجاج ضد النظام السوري. وقال أبا زيد إن "ثمانية مسلحين يرتدون الزي العسكري اللبناني أتوا إلى مكتبي وسألوا زهير عني مقدمين أنفسهم على أنهم من مخابرات الجيش. وعندما اتصل بي، فهمت على الفور ولم أتوجه إلى المكتب". وأضاف الناشط "عندما عدت لم يكن زهير هناك. وكان هاتفه الخلوي مقفلا. اتصلت بالمخابرات التي قالت لي إني غير مطلوب وإنهم لم يفتشوا المكتب ولا اعتقلوا أحدا". نزيف الدم من جانبه طالب رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان بإيقاف ما سمّاه نزيف الدم المستمر في سوريا. وشدد على أن مَن يسعون إلى إدامة الظلم سيغرقون في الدماء التي سفكوها، مؤكدا أن الظلم لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. ومن جهة أخرى حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم سفيريْ الولاياتالمتحدة وفرنسا من التجول خارج دمشق دون إذن رسمي. وجاء التحذير بعد أن قام السفير الأميركي روبرت فورد بزيارة إلى بلدة جاسم في ريف درعا الواقعة جنوبي سوريا، في ثاني خطوة من نوعها منذ الشهر الماضي. ولم يخطر السفيرُ السلطات وفق ما ذكرته متحدثة باسم الخارجية الأميركية التي قالت إنه أقدم على خطوته هذه بعد أن رُفض ثلاث مرات طلب تقدم به منذ شهر ونصف الشهر من أجل أن يسمح له بالتحرك داخل البلاد.