مظاهرات مسائية وحملة دهم واعتقالات وقتلى بمناطق عدة ذكرت صحيفة كندية أن الرئيس السوري بشار الأسد يتوهم أنه قادر على سحق إرادة الشعب السوري مثلما فعلا والده حافظ الأسد عام 1982 عندما شن حملة قمع دموية ضد مدينة حماة خلفت مقتل آلاف الأشخاص، فيما كشف ضابط سوري وجود قناصة إيرانيين يقومون بقتل المحتجين، في وقت تواصلت فيه المظاهرات المنادية بإسقاط النظام في مناطق عديدة من سوريا عقب صلاة التراويح، فيما قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن 25 شخصا قتلوا، أول أمس، خلال هجمات لقوات الأمن السوري تزامنت مع حملة مداهمات واعتقالات في عدة مدن سورية أبرزها اللاذقية وحمص. وقالت الصحيفة الكندية «جلوب أند ميل»: «الحقيقة أن ما فعله حافظ الأسد في حماة قبل ثلاثين عامًا لم يقض على حرية وكرامة الشعب السوري وتوقه نحو الحياة الديمقراطية وإنما كان القمع عاملاً على الاختفاء والكبت فقط، واليوم وفي ظل الحملة الشرسة التي تقوم بها قوات بشار الأسد يبدو أن الشعب السوري غير مستعد للتنازل عن انتفاضته المطالبة بالحرية». وأضافت الصحيفة: «يتجلى صمود السوريين في تأكيدهم مرارًا وتكرارًا على أنهم لن يركعوا أمام بطش نظام بشار الأسد». وأشارت الصحيفة إلى أن الثورات التي شهدها العالم العربي مؤخرًا أثبتت خطأ حسابات الأنظمة المستبدة وكشفت أن هناك طاقة غضب مكبوتة ضخمة في كافة أرجاء العالم العربي على وشك الانفجار، وعندما تنفجر لا تفلح في مواجهتها محاولات القمع. وأردفت صحيفة «جلوب أند ميل»: «النظام السوري لن يتوقف عن إراقة الدماء ولن يعود عن طريق القمع والعنف في مواجهة المواطنين، لكن الشعب السوري هو الآخر لن يتوقف عن المطالبة بالحرية والصمود في وجه هذا النظام والقضاء على الاستبداد وحتى لو كانت المعارضة السورية قد اضطرت لسنوات أن تعمل في الخفاء مما جعلها غير قادرة على تشكيل قيادة موحدة في مواجهة النظام، إلا أن الشعب قادر على إفراز قيادة حقيقية جديدة للحفاظ على ثورته». جدير بالذكر أن المعارضة السورية لجأت إلى أسلوب جديد لمقاومة نظام حكم الرئيس بشار الأسد والمطالبة بتحقيق الحرية للشعب السوري، من خلال كتابة كلمة «حرية» على العملة السورية وعلى مختلف الفئات. وقد تم استخدام هذا الأسلوب عن طريق شبكة الإنترنت موقع «الفيس بوك» صفحة (الحرية على العملة السورية). وذكرت مصادر صحفية في دمشق أنه ورد إلى مصرف سوريا المركزي خطاب من مكتب الأمن القومي السوري يطالب المصرف من المعنيين المكلفين باستلام الأوراق النقدية التدقيق في كافة المبالغ الواردة ومصادرة الأوراق النقدية التي تحمل كتابات مشابهة لكلمة «حرية» والحصول على البطاقة الشخصية لأي شخص يحمل عبارات نقدية مكتوب عليها العبارات المشابهة، وإعداد اللازم لضبطه. قناصة إيرانيون من جانب آخر، أماط ضابط سابق بالشرطة السرية بالنظام السورى اللثام عن نشر قناصة إيرانيين فى سوريا في إطار الحملة المتصاعدة التى ترمي للقضاء على المتظاهرين ضد الرئيس السورى بشار الأسد. وقال الضابط، الذى رفض الكشف عن اسمه خوفا من نظام الأسد، وفق صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية إنه اضطر للفرار إلى تركيا الأسبوع الماضى بعدما رفض أمرًا لإطلاق النار على متظاهرين وقتلهم.وأضاف الضابط السوري: «خلال الشهرين الماضيين كان على بينة من وجود قوات إيرانية ضمن فرق القناصة فى دمشق وكبار الضباط أكدوا لي ذلك»، وفق قوله. واعترف أنه أجبر على ضرب سجناء وإطلاق النار على المتظاهرين في دمشق، لافتًا إلى أنه يحمل تفاصيل بشعة لعمليات قاسية تهدف لإنهاء الاحتجاجات ضد النظام. وقال الضابط السابق في الشرطة السرية السورية: «كنا نعرف أن هذه القوات من إيران ولم يكن مسموحًا لنا الحديث معهم حتى أنهم بقوا بعيدًا عنا». وأضاف: «حينما كنا نعمل مع الجيش السورى فكنا نختلط بهم ونتحدث معا إلا أن هذه الفرق كان يتم فصلها عنا». وأشارت «ديلى تليجراف» إلى أن تصريحات الضابط السورى تؤكد تقارير سابقة بشأن لجوء النظام السورى إلى الحليف التقليدى الشيعى لمساعدته فى القضاء على الثورة الساعية لإسقاط العائلة العلوية بعد 41 عامًا فى السلطة. جدير بالذكر أن المعارض السوري الأمين العام للحركة «الديمقراطية السورية» محي الدين اللاذقاني كشف عن أن إيران دخلت على الخط الإقليمي وبدأت حواراً سريًّا مع تركيا للكف عن إدانة وانتقاد نظام بشار الأسد. وقال اللاذقاني: «لتركيا حساباتها الخاصة وموقفها بدا مؤخرًا متذبذبًا، وهناك قوىً إقليمية تريد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أن يبقى من بينها «إسرائيل» وبطبيعة الحال إيران من ورائها حزب الله، وإن المخاوف على مصالح إيران في المنطقة أكبر بكثير من خوفهم على الشعب السوري». تظاهرات ليلية ميدانيا، ورغم إمعان النظام السوري في قتل المحتجين المسالمين المطالبين بالحرية لكبح جماح حراكهم الاجتماعي السلمي، فقد تواصلت المظاهرات المنادية بإسقاط النظام في مناطق عديدة في سوريا عقب صلاة التراويح، فيما قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن 25 شخصا قتلوا، أول أمس، خلال هجمات لقوات الأمن السوري تزامنت مع حملة مداهمات واعتقالات في عدة مدن سورية أبرزها اللاذقية وحمص. ففي تطور لافت في حلب، خرجت عدة مظاهرات في المدينة عقب صلاة التراويح في كل من الإسماعيلية ووسط المدينة ووصلت مظاهرة للمرة الأولى إلى الحديقة العامة، حسب ما نشره ناشطون على الإنترنت. كما نشرت على الإنترنت صور لمظاهرة في بلدة حريتان في المحافظة هتف المتظاهرون فيها بسقوط النظام. وانطلقت مظاهرات في بعض أحياء اللاذقية رغم الحملات الأمنية، وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية خروج مظاهرة من جامع الفتاحي في حي الصليبة، وتعرض المتظاهرين لإطلاق نار كثيف قرب جامع الرحمن في حي الطابيات، إضافة لإطلاق نار في حي القلعة. وفي العاصمة دمشق خرجت مظاهرة في عدة أحياء تنادي بإسقاط النظام بينها الميدان والقابون، وسمع دوي إطلاق رصاص أثناء مظاهرة في حي الحجر الأسود. وتحدث نشطاء اتحاد التنسيقيات عن قطع الكهرباء عن مخيم اليرموك في دمشق ووجود أمني مكثف وفض مظاهرة قرب ساحة عرنوس. كما خرجت مظاهرات في عدة مدن وبلدات في ريف دمشق بينها دوما والزبداني. وذكر اتحاد التنسيقيات أن مظاهرتين حاشدتين انطلقتا من أمام جامع سيف الدولة وجامع الحريري وجامع القرني في حلب، حيث ذكرت لجان التنسيق أن الأمن أطلق النار على المتظاهرين هناك. وفي حمص وسط البلاد خرجت مظاهرات في عدة أحياء بعد صلاة التراويح، وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية سقوط جريحين بعد إطلاق الرصاص على المصلين في جامع فاطمة بحي الوعر، إضافة لإطلاق النار في حي باب السباع. كما خرجت مظاهرات حاشدة في مدن وبلدات محافظة حمص نصرة للمدن التي تتعرض لحملات أمنية. وشهدت مدن الرستن وتلبيسة وتدمر مظاهرات مسائية حاشدة بثت على الإنترنت. كما شهدت الحولة مظاهرة حاشدة رغم الحملة الأمنية، حيث أطلقت قوات الجيش والأمن ومليشيات الشبيحة النار على المتظاهرين من مختلف الأسلحة الرشاشة ورشاشات الدبابات، وفق اتحاد التنسيقيات. وشهدت عدة مناطق من درعا مظاهرات حاشدة تنادي بإسقاط النظام بينها داعل وإنخل والجيزة، وفق مشاهد نقلت مباشرة عبر الإنترنت. كما شهدت البوكمال والفورية في محافظة دير الزور مظاهرات حاشدة مشابهة إضافة إلى أحياء في مدينة حماة رغم الحصار ومدينة إدلب وبنش والقامشلي وحتى حماة ومدينة طرطوس الساحلية. دهم واعتقالات وفي مدينة حمص، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن شنت عمليات اعتقال عشوائية في شوارع المدينة شملت 100 شخص 40 منهم من حي الخالدية وحده. وأوضح المرصد أن الحملة التي بدأت صباح أمس في حمص لا تزال مستمرة من خلال اقتحام المنازل وترويع الأهالي. وفي محافظة إدلب شمال غرب البلاد، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مواطنا كان يقف على شرفة منزله في قرية أبديتا بجبل الزاوية قتل صباح اليوم إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل القوات السورية، مشيرا إلى أن هذه القوات كانت تنفذ عمليات في المنطقة. وفي العاصمة دمشق، أشار المرصد السوري إلى أن قوات أمنية كبيرة نفذت حملة مداهمات للمنازل منذ فجر أمس في حي ركن الدين، مشيرا إلى أن العمليات تركزت في الحارة الجديدة التي قطع التيار الكهربائي عنها، وأسفرت الحملة عن اعتقال عشرات النشطاء. كما تحاصر عناصر أمنية منذ ليلة أول أمس بلدة معضمية الشام في ريف دمشق حيث شنت داهمت المنازل والمزارع واعتقلت خمسة نشطاء، إضافة إلى اعتقال عشرات النشطاء عصر ومساء أمس خلال حملات مداهمة في الزبداني وحرستا وعربين في ريف دمشق، وفق نفس المصدر. انفجارات ضخمة من جانب آخر، دوت انفجارات ضخمة في مقر الفرقة الرابعة بالجيش السوري التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد والمسيطر على الأجهزة الأمنية في البلاد. وقال شهود عيان إن دوي انفجارات ضخمة تدوي داخل مقر الفرقة الرابعة في جبال المعضمية التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري. وأضاف الشهود أن دوي انفجارات ضحمة تدوي يرافقها إطلاق نار من رشاشات وأسلحة ثقيلة وكأنها أجواء حرب حقيقية, وفقا لموقع «سوريون» . وتابعت المصادر: إن انفجارات ضخمة وقوية دوت في مطار المزة معقل مدير المخابرات الجوية جميل الحسن، وترجح المصادر أن يكون ذلك انشقاقًا كبيرًا وقع داخل الجيش السوري، سيما بعد تقارير عن آلاف المنشقين.