تواصل المظاهرة المطالبة بإسقاط النظام السوري ومقتل خمسة أشخاص واستمرار فرار اللاجئين إلى تركيا ولبنان تواصلت مظاهرات الاحتجاج في مناطق عدة من سوريا، بعد أن قتلت قوات الأمن بالرصاص أول أمس خمسة مدنيين أثناء جنازات تحولت إلى احتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وتزامن ذلك مع استمرار تدفق اللاجئين الفارين من قوات الأمن والجيش السوري إلى تركيا ولبنان. فقد شهدت مدن دير الزور واللاذقية وحماة وحمص مسيرات مسائية ردّد خلالها المتظاهرون شعارات تنادي بسقوط النظام. كما خرجت مظاهرات مسائية في كل من دوما والقابون وزملكا والقدم والميدان وركن الدين في دمشق حسب ما أظهرته صور بثت على مواقع الإنترنت. وطالب المحتجون بالحرية وإسقاط النظام. وحسب مواقع الناشطين السوريين على الإنترنت فقد تم تفريق مظاهرة ركن الدين المسائية بإطلاق رصاص حي في الهواء، وجاء باص يحمل عناصر من الأمن والشبيحة وقاموا بافتعال مسيرة مؤيدة للنظام. وتزامن ذلك مع مقتل خمسة مدنيين برصاص قوات الأمن السورية خلال تشييع جنازات ومداهمات في بلدة القصير بمحافظة وفي الكسوة بريف دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدة أشخاص آخرين قتلوا في مداهمات لمنازل بمناطق الاحتجاج، كما لقي محتجان حتفهما في كسوة في جنازات لعدد من المحتجين الذين سقطوا في «جمعة إسقاط الشرعية». كما قتل ثلاثة مدنيين آخرين أثناء اعتقالات جرت في مداهمات من منزل إلى منزل بمنطقة برزة في دمشق وفي بلدة القصير غربي مدينة حمص على مقربة من الحدود اللبنانية. وحسب شهود عيان، اعتقلت قوات الأمن السورية 220 على الأقل في مداهمات لمنازل في برزة عقب احتجاجات يوم الجمعة، في إطار حملة أمنية متصاعدة تركز على المناطق القريبة من العاصمة. وقال الشاهد أبو جعفر من حمص في اتصال مع الجزيرة إن ملاعب سوريا تشكل معتقلات كبيرة لنحو 34 ألفا، ووصف الوضع هناك بأنه كارثة إنسانية. يأتي ذلك في وقت قال فيه ناشطون سوريون إن دبابات وآليات تابعة للجيش السوري دخلت قرية الناجية قرب الحدود السورية التركية أمس في إطار عملية للقوات السورية في منطقة إدلب. وعلى صعيد آخر، أفاد ناشطون أول أمس السبت أن قوات الأمن السورية منعت عائلات الضحايا الذين سقطوا يوم الجمعة من تشييع جنازاتهم في بلدة الكسوة بدمشق. وقال الناشطون إن شخصا قتل في الكسوة صباح أول أمس السبت، لكن قوات الأمن أخذت الجثمان بعيدا قبل أن يتم تعرف هويته. وقالوا إن مئات من الجنود حاصروا حي برزة في دمشق، في حين قطعت خطوط الهاتف في المنطقة، كما نشرت قوات أمن في منطقة المعضمية بالعاصمة. وما زالت منطقة الحدود التركية السورية تشهد تدفقا للاجئين السوريين إلى الأراضي التركية وإن كان ذلك بوتيرة أقل. وكان الجيش السوري قد أحكم سيطرته على المناطق المتاخمة للحدود مع تركيا بهدف منع نزوح مزيد من المواطنين إلى تركيا. من جانبه وصف الأمين العام لمنظمة العفو الدولية ساليل شيتي الوضع في سوريا بأنه يسير من سيئ إلى أسوأ، مشيرا إلى تدفق اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة خارج بلدهم. وفي تصريحات بالقاهرة بعد اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى دعا شيتي المجتمع الدولي والجامعة العربية إلى الضغط على النظام السوري لوقف معاناة الشعب هناك. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الهلال الأحمر السوري ورجل الأعمال الموالي للسلطات السورية عبد الرحمن العطار عن تعهده «بضمان سلامة اللاجئين السوريين في تركيا كافة في حال قرروا العودة إلى ديارهم في المناطق السورية المحاذية لتركيا». ونقل صحفيون أتراك عنه أثناء زيارته لتركيا مؤخرا لبحث قضية اللاجئين قوله «مع العفو الشامل المعلن لن يتعرض أي منهم للتحقيق». وكانت تركيا وعدد من المنظمات الإنسانية والحقوقية المعنية بالأوضاع قد أعلنت أن عدد اللاجئين السوريين الفارين إلى تركيا في الآونة الأخيرة نتيجة أعمال العنف قارب 12 ألف لاجئ. ويمكث اللاجئون في خمسة مخيمات مؤقتة أنشأها الهلال الأحمر التركي في بلدتي ألتينوزو ويايلاداغ في هاتاي، وتضم 1985 خيمة. وفي السياق نفسه قال مسؤول أمني لبناني إن حوالي ألف سوري عبروا الحدود إلى لبنان مساء الجمعة عبر معبر القصير في منطقة عكار قرب وادي خالد في شمال لبنان، ليصل عدد اللاجئين في لبنان إلى نحو 5000.