قامت السلطات السورية برد إعلامي، أول أمس الأربعاء، عرضت خلاله للصحافة "مقبرة جماعية ثانية" في مدينة جسر الشغور شمال غرب البلاد, وعمدت إلى تنظيم تظاهرة كبيرة مؤيدة للنظام في دمشق. مظاهرات تأييد لبشار الأسد (أ ف ب) وبعد ثلاثة أشهر على بداية الاحتجاجات, وفي حين ما تزال الضغوط تتزايد على الرئيس بشار الأسد, احتشد "مئات آلاف" المتظاهرين في العاصمة حول "أكبر علم سوري" وضع على الأرض ويبلغ طوله 2300 متر. ورفع عدد كبير من المتظاهرين أعلاما ولوحوا بصور للرئيس, في أجواء احتفالية وعلى خلفية أناشيد وطنية, كما يتبين من الصور التي بثها التلفزيون. في الوقت نفسه, تواصل فرار آلاف السوريين من بلدة معرة النعمان الأثرية هربا من القوات والدبابات التي تتقدم بشمال البلاد، في حين جرت مظاهرات ليلية بعدة مدن تطالب بسقوط نظام بشار الأسد. وأعلن ضابط آخر في الجيش انضمامه للمحتجين. وقال شاهد في قرية معرشمشة على أطراف معرة النعمان لرويترز إن "الجنود يطلقون النار بشكل عشوائي على ضواحي معرة النعمان لإفزاع السكان الأمر الذي جعل المزيد من الناس يهربون خلال الليل". وأضاف أن النيران قتلت رجلا يدعى محمد عبد الله، وأن إطلاق الرصاص كان كثيفا، إلى درجة أنه جرى دفن الرجل في فناء منزله. وقال شاهد آخر إن "السيارات مستمرة في الخروج من معرة النعمان في كل اتجاه، الناس يحمّلونها بكل شيء". وكان الآلاف من سكان بلدة معرة النعمان بدأوا في الفرار منها هربا من قوات الجيش. وقال شهود عيان إن مكبرات الصوت في مساجد معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب، التي تقع على الطريق السريع، الذي يربط العاصمة دمشق بحلب ثانية المدن السورية الكبرى، كانت تحذر السكان من اقتراب قوات الجيش وتدعوهم إلى النجاة بأرواحهم وعائلاتهم. ويقول سكان إن القوات السورية تقدمت إلى معرة النعمان بعد اعتقال مئات الأشخاص في القرى القريبة من جسر الشغور، حيث جرت حملة عسكرية قبل أيام أعقبت إعلان الحكومة مقتل 120 رجل أمن في المنطقة على أيدي مسلحين. وتدفق سكان من معرة النعمان وجسر الشغور والقرى المحيطة بهما على حلب والقرى الواقعة في الصحراء إلى الشرق، بينما اتجه البعض إلى تركيا المجاورة، التي فر إليها بالفعل أكثر من 8500 سوري. وأقامت السلطات التركية مخيمات مؤقتة لإيواء النازحين. علما بأن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، كان أعلن في وقت سابق أن بلاده لن تغلق أبوابها أمام السوريين الذين يحاولون النجاة بأرواحهم من أعمال العنف التي تشهدها بلادهم. وبث ناشطون على الإنترنت صورا قالوا إنها لمظاهرة ليلية في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شمال شرقي سوريا . حيث طالب المتظاهرون برحيل الرئيس بشار الأسد وسقوط النظام. كما بث ناشطون على الإنترنت صورا قالوا إنها لمظاهرة في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور تطالب بإسقاط النظام. وخرج متظاهرون سوريون بمدينة طيبة الإمام بمحافظة حماة في مظاهرة ليلية يطالبون بإسقاط النظام وفق مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت. وتواصلت المسيرات الاحتجاجية ضد النظام السوري في عدد من المدن. أظهرت صور نشرت على مواقع الإنترنت خروج المتظاهرين في مدينة حماة مطالبين بإسقاط النظام. كما انتشرت دبابات ومدرعات في عدد من مناطق شرق سوريا التي يغلب عليها الطابع القبلي، ومنها دير الزور والبوكمال على الحدود مع العراق. وفي بلدة الحراك بمحافظة درعا، شيع الأهالي في وقت سابق قتيلا قالوا إنه سقط بنيران الأجهزة الأمنية السورية. كما خرج المتظاهرون في بلدة عربين بريف دمشق للمطالبة بإسقاط النظام السوري. من جهة ثانية، بث على شبكة الإنترنت شريط لشخص قال إنه ضابط برتبة نقيب في الفرقة الرابعة عشرة في الجيش السوري يعلن فيه انضمامه إلى المحتجين. وقال الضابط إنه اتخذ هذا القرار بعدما انحرف الجيش عن مهمته المفترضة بقتال العدو الإسرائيلي وتحول إلى قتل المدنيين السوريين, على حد تعبيره.