دبابات الجيش السوري تتمركز وسط مدينة جسر الشغور وعمليات تمشيط بالقرى المجاورة لها دخلت قوات سورية مدعومة بالدبابات الليلة قبل الماضية مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا وفق ما نقلت رويترز عن شهود عيان، وذلك بعد أن مشطت القرى المحيطة بها بحثا عمن تقول السلطات إنهم عناصر تنظيمات مسلحة. ودفعت هذه العملية إلى فرار 4300 سوري من المدينة وما حولها إلى تركيا فيما ينتظر آلاف آخرون قرب الحدود. وذكر شهود عيان لوكالة رويترز أن الدبابات جاءت من الجنوب بعدما قامت بعمليات قصف عشوائي وإطلاق وابل من نيران المدافع الرشاشة في كل أنحاء البلدة. وقال شاهد عيان إن «الناس ما زالوا يفرون». وأفاد شهود لرويترز بأن تلك القوات أحرقت محاصيل زراعية ومشطت القرى المحيطة بها بحثا عمن تقول السلطات السورية إنهم عناصر تنظيمات مسلحة، مشيرين إلى أن تلك القوات أحرقت حقول القمح في ثلاث قرى قرب جسر الشغور في إتباع ما وصفوها «سياسة الأرض المحروقة التي تستهدف كسر إرادة سكان هذه المنطقة» الذين شاركوا في احتجاجات ضخمة مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد. وفر باسم -وهو عامل بناء- إلى تركيا بعد أن أطبقت القوات السورية على مسقط رأسه، وعرض باسم لرويترز مشاهد التقطها بكاميرا هاتفه المحمول لشاب قتيل عمره بين 18 و25 عاما وقد أصيب برصاصة في ساقه بينما خلفت رصاصة فتحة خروج كبيرة في بطنه وقد رقد على الأرض غارقا في دمائه. كما عرض صورة ثانية لقتيل مصاب برصاصة في الرأس، حيث قال باسم إن الرجلين قتلا على أطراف جسر الشغور على يد قوات يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري، مشيرا إلى أنه لم يبق سوى عدد قليل من الناس. وفي وقت سابق أمس ذكر شهود عيان لوكالات ووسائل إعلام أن قوات مدعومة بثلاثين دبابة وستين مدرعة من الفرقة الرابعة -التي يقودها ماهر شقيق الرئيس السوري- هاجمت بلدة سرمانية وأطلقت الرصاص والقذائف. وتحدث بعضهم عن جثث كانت لا تزال في الشوارع، كما تحدثوا عن تدمير 40 منزلا بشكل كامل وإحراق أشجار الزيتون. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد سكان القرى في وقت سابق أن القوات المتقدمة باتجاه جسر الشغور قصفت القرى المحيطة وأشعلت النار في حقول القمح في قرية الزيارة التي تبعد 15 كلم جنوب شرقي المدينة. لكن الكاتب الصحفي عصام خليل قال للجزيرة من دمشق إن مجاميع مسلحة كانت تهدد الناس بإحراق أشجارهم لدفعهم إلى التظاهر. وقد أكد نشطاء حقوقيون في وقت سابق ما ذكره شهود عيان من أن بلدة جسر الشغور باتت خالية تقريبا من السكان بعد نزوح غالبية قاطنيها وعددهم 50 ألف نسمة. وأكد أبو طلال (45 عاما) الذي أقام مع أقاربه عند تلة تشرف على الحدود، أن الجميع غادر ولم يبق أحد في مدينة جسر الشغور، التي أضحت مدينة أشباح كما يقول شهود عيان. ودفعت هذه العملية نحو 4300 سوري من جسر الشغور ومعرة النعمان قرب إدلب للفرار إلى تركيا، في حين قال شهود عيان إن قرابة عشرة آلاف آخرين يتجمعون بين الأشجار على الجانب السوري من الحدود. وأعربت أنقرة عن قلقها من الوضع هناك، بينما توقعت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين اتساع موجة نزوح اللاجئين إلى تركيا. وقال مسعف سوري مصاب وصل إلى أحد المخيمات التركية هربا من العنف إنه رأى عشرات القتلى ومئات الجرحى، وأضاف الشاب البالغ من العمر 29 عاما أنه شاهد رجلا ميتا انقسمت جمجمته إلى قسمين بعد إصابته برصاص متفجر. في غضون ذلك توفي مواطن سوري متأثرا بجروحه فور وصوله إلى الحدود مع تركيا، وشيع جنازته عشرات النازحين بمنطقة الشريط الحدودي الفاصل بين سوريا وتركيا. وتحولت الجنازة إلى مظاهرة ندد خلالها المتظاهرون بالنظام السوري، وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط عليه من أجل وقف آلة القمع والقتل ضد المواطنين السوريين العزل. وفي تطور متصل أظهرت صور بثت على شبكة الإنترنت تشييع عدد من السوريين لقتيل قالوا إنه لقي حتفه برصاص قوات الأمن في مدينة اللاذقية الساحلية. كما تظهر الصور محتجين في مدينة حمص وسط البلاد يحرقون العلم الروسي. وقد تظاهر سوريون في ساحة حقوق الإنسان بالعاصمة الفرنسية باريس للتنديد «بالقمع الذي يتعرض له المتظاهرون» في سوريا. ودعا المتظاهرون إلى إطلاق سراح السجناء ووقف قتل المدنيين، وإلى إرساء الديمقراطية واحترام الحقوق الأساسية للشعب السوري.