أعلن سكان أن دبابات سورية اقتحمت بلدة جسر الشغور الحدودية، لليلة أمس الأحد، في أحدث هجوم لسحق انتفاضة بدأت قبل ثلاثة أشهر ضد الرئيس، بشار الأسد، ودفعت Nلاف اللاجئين إلى النزوح إلى تركيا. سوريو المهجر يتضامنون مع أهاليهم بالداخل (أ ف ب) وقال أحد سكان البلدة الاستراتيجية الواقعة في تلال على الطريق بين مدينة حلب ثاني Hكبر مدن سوريا وميناء اللاذقية الرئيسي إن "الدبابات جاءت من الجنوب بعد أن قامت بعمليات قصف عشوائي وإطلاق وابل من نيران المدافع الرشاشة في كل أنحاء البلدة. الناس مازالوا يفرون من الشمال. وقال شهود" إن قوات موالية للحكومة يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس نشرت قرب جسر الشغور هذا الأسبوع". وبدأت هذه القوات في مهاجمة القرى وحرق المحاصيل في انتهاج لسياسة الأرض المحروقة، التي تهدف إلى كسر إرادة السكان المحليين، الذين شاركوا في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وإنهاء حكم الأسد السلطوي. وتقول السلطات إن الهدف هو محاربة"جماعات تخريب إرهابية" قتلت عشرات من قوات الأمن. ومنعت سوريا معظم وسائل الإعلام الأجنبية من العمل في البلاد مما يجعل من الصعب التحقق من روايات الأحداث. وحدت تركيا أيضا من إمكانية الوصول إلى اللاجئين في المخيمات والمستشفيات قائلة إن ذلك لحماية خصوصياتهم. وكانت مصادر حقوقية أفادت، أول أمس السبت، أن حصيلة ضحايا المواجهات، التي اندلعت بين آلاف المحتجين وقوات الأمن السورية ، ضمن ما يُعرف ب"جمعة العشائر"، بلغت أكثر من 25 قتيلاً، فيما يواصل الجيش حملته العسكرية في مدينة "جسر الشغور"، في شمال غربي البلاد. وأفاد نشطاء حقوقيون بأن 11 قتيلاً على الأقل سقطوا في منطقة "معرة النعمان"، بينما قال شهود عيان إن قوات الجيش ومروحيات عسكرية أطلقت الرصاص بكثافة وباستخدام الأسلحة الأتوماتيكية على آلاف المحتجين، في البلدة الواقعة في جنوب محافظة "إدلب"، شمال غربي سوريا. إلا أن الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" نقلت عن مصدر عسكري قوله إن "تنظيمات إرهابية مسلحة قامت أمس (الجمعة) وبأعداد كبيرة بمهاجمة مفرزة تابعة للقوى الأمنية في معرة النعمان، ما تسبب بوقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف القوى الأمنية". وأضاف المسؤول العسكري، الذي لم تكشف الوكالة الرسمية عن هويته، أنه "لدى قيام حوامات الإسعاف بمهمة إخلاء الشهداء والجرحى، تعرضت لنيران غزيرة من التنظيمات الإرهابية المسلحة، حيث أدى ذلك إلى إصابة أطقم الحوامات". وكان التلفزيون السوري ذكر في تقرير له الجمعة المنصرم، أن الجيش بدأ عملياته العسكرية في مدينة "جسر الشغور"، مشيراً إلى أن أهالي المدينة ناشدوا الجيش التدخل لإعادة الهدوء والأمن إلى المدينة، التي ذكرت مصادر سورية رسمية أن "الجماعات المسلحة فيها قتلت 120 رجل أمن". وتتواصل حملات القمع السورية للاحتجاجات المتصاعدة ضد النظام في مختلف أنحاء سوريا، وفي وقت يفر فيه العشرات من مدينة جسر الشغور الحدودية إلى تركيا طلباً للأمن. من جهة أخرى، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة مجددا، أول أمس السبت، على هامش زيارة إلى كولومبيا عن"حزنه وقلقه العميقين" إزاء الوضع في سوريا. وقال "أنا حزين جدا وقلق جدا حيال ما يجرى في سوريا. أدليت بالكثير من التصريحات وتحدثت مرات كثيرة مع الرئيس السوري بشار الأسد كي أقول له إن عليه أن يتخذ إجراءات فورية وحاسمة وأن يستمع لشعبه". وذلك في مؤتمر صحفي بقرطاجنة (1090 كلم شمال بوغوتا. وأضاف "أشعر بحزن عميق إزاء مقتل هذا الكم من الأشخاص".