فر سوريون من بلدة مضطربة متجهين إلى حدود تركيا خوفا من العنف وإراقة الدماء مع اقتراب قوات تدعمها الدبابات لديها أوامر بالسيطرة على الموقف بعد أن اتهمت الحكومة عصابات مسلحة هناك بقتل عشرات من قوات الأمن. قوات من الجيش السوري تدخل المدن (أ ف ب) ورغم تردد أنباء عن سقوط قتلى على مدار أيام في بلدة جسر الشغور تفاوتت بين تقارير رسمية تحدثت عن مسلحين ينصبون كمائن للقوات وبين أقوال سكان عن تمرد داخل الجيش فإن الوضع هناك أثار قلقا دوليا من أن العنف ربما يدخل مرحلة جديدة أكثر دموية بعد ثلاثة أشهر من الاضطرابات الشعبية، التي خلفت أكثر من 1000 قتيل. وقادت فرنسا وبريطانيا الجهود الداعية لاتخاذ الأممالمتحدة خطوات ضد الرئيس السوري بشار الأسد. لكن روسيا قالت إنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد أي تدخل في سوريا مشيرة إلى عمليات القصف غير الحاسمة، التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي في ليبيا. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه في مقر الأممالمتحدة بنيويورك أن تصويت المجلس على قرار بإدانة سوريا "مسألة أيام ربما ساعات". ولا تقترح مسودة قرار وزعت الشهر الماضي التدخل العسكري. وقال سكان في جسر الشغور، التي يسكنها عشرات الآلاف إنهم يحتمون من الهجمات ويتأهبون لها. وقال ناشط مناهض للحكومة لرويترز في مكالمة هاتفية "الجيش يتخذ مواقع حول جسر الشغور" مضيفا أن السكان رأوا قوات تقترب من البلدة الواقعة في شمال شرق سوريا قادمة من حلب ثاني أكبر المدن السورية ومن اللاذقية على الساحل. وطردت الحكومة الصحافيين المستقلين ما يجعل من الصعب تحديد ما، الذي يحدث في البلاد بوضوح. ورغم الحماس للحركات المطالبة بالديمقراطية، التي أطاحت بالرئيسين التونسي والمصري فان عددا قليلا من الزعماء الغربيين فضلا عن حكام عرب آخرين أبدوا استعدادا للتدخل في سوريا حليفة إيران، التي تضم مزيجا عرقيا وطائفيا إلى جانب وجودها في منطقة تمثل بؤرة صراعات إقليمية بالمنطقة. لكن القوى الغربية واصلت الضغوط. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في كلمة للبرلمان تحدث خلالها بلهجة مشددة "الرئيس الأسد يفقد الشرعية وعليه إما الإصلاح أو التنحي." وقال إن حكومات أوروبية تتطلع لفرض مزيد من العقوبات. ولم يذكر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي حث الأسد الشهر الماضي على قيادة عملية تحول للديمقراطية أو "الابتعاد عن الطريق" سوريا في تصريحات خلال إفادة صحفية أمس. من جهة أخرى، نفت السفيرة السورية لدى فرنسا، لمياء شكور، أن تكون تقدمت باستقالتها، التي تناقلتها وكالات الإعلام نقلاً عن قناة "فرانس 24". وفي اتصال مباشر مع قناة "العربية"، تحدثت شكور بغضب عن الموضوع، مؤكدة أنها "لم تتكلم مع أية قناة"، مؤكدة نيتها مقاضاة القناة الفرنسية. وقالت شكور "جرى انتحال صوتي. أنا لم أتكلم مع أية قناة، والمتحدثة كانت قدمت تصريحها بالإنجليزية". كما أكدت التزامها بتمثيل النظام السوري الرسمي، برئاسة الرئيس بشار الأسد. وكانت قناة "فرانس 24" بثت اتصالاً هاتفياً، قالت المتحدثة فيه إنها السفيرة السورية في فرنسا، وأنها تتقدم باستقالتها، "احتجاجاً على العنف، الذي يمارسه النظام السوري"، كما عبّرت عن دعمها وإقرارها ب"مشروعية مطالب الشعب بمزيد من الديمقراطية والحرية".