أورد التلفزيون السوري أن مدينة جسر الشغور، الواقعة شمال البلاد، تشهد مواجهات شرسة بين القوى الأمنية، ومن وصفهم ب"مئات المسلحين" وحدات من الجيش السوري تدخل المدن بدل الشرطة (أ ف ب) مضيفاً أن المعارك أدت لمقتل 80 شرطيا، وأن السكان يطالبون الجيش بالتدخل، في حين ذكرت منظمات حقوقية أن المدينة وما حولها من القرى شهدت مقتل 45 من المحتجين المدنيين خلال يومين. ونقل التلفزيون السوري كلمة مصورة مقتضبة لوزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم الشعار، قال فيها إن سوريا "شهدت، في الأيام الماضية، هجمات مسلحة ومركزة استهدفت دوائر حكومية وعامة وخاصة ووحدات شرطية ومراكز أمن في عدد من المناطق كان آخرها في منطقة جسر الشغور، حيث قامت مجموعات إرهابية مسلحة بحرق وتدمير عدد من هذه المواقع واستخدمت الأسلحة مطلقة الرصاص والقنابل اليدوية على موظفي هذه المواقع من مدنيين وعسكريين". وأضاف الشعار "انطلاقا من مسؤولية الدولة في الحفاظ على حياة المواطنين من مدنيين وعسكريين وحماية المنشات الحكومية، التي هي ملك الشعب فإننا سنتعامل بحزم وقوة ووفق القانون ولن يجر السكوت عن أي هجوم مسلح يستهدف أمن الوطن والمواطنين". وقالت وكالة الأنباء السورية إن قوات أمنية تعرضت ل"كمين نصبته عصابات مسلحة بالقرب من جسر الشغور"، وأضافت أن عناصر الأمن والشرطة "كانوا في طريقهم إلى جسر الشغور تلبية لنداء استغاثة من مواطنين مدنيين كانوا تعرضوا للترويع وهربوا من منازلهم باتجاه مراكز الشرطة والأمن" على حد تعبيرها. وأشار خبر الوكالة السورية إلى أن المسلحين، الذين يواجهون قوات الأمن "مدربون ومدججون بالأسلحة المتوسطة والقنابل اليدوية وأنهم يروعون الأهالي ويستخدمونهم دروعا بشرية"، كما قالت إن "المسلحين" سرقوا خمسة أطنان من الديناميت من موقع مجاور. من جهته، نقل المركز السوري لحقوق الإنسان أنباء عن مقتل 45 شخصاً في المدينة، التي تشهد من أيام مظاهرات ضخمة تمتد إلى القرى المجاورة لها تطالب بالتغيير الديمقراطي ورحيل الرئيس بشار الأسد عن الحكم. بالمقابل، أشار مشاركون على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "تويتر" و"فيسبوك" إلى أن ما جرى في المدينة كان عبارة عن مواجهات وقعت بين قوات الأمن ووحدات منشقة من الجيش رفضت إطاعة الأوامر بضرب المدنيين. وقالت صفحة "الثورة السورية" على موقع فيسبوك إلى أن عشر طائرات مروحية سورية تقوم بضرب المدينة، وناشدت الصفحة سكان جسر الشغور بإخلاء المدينة والرحيل نحو تركيا خشية تصعيد عسكري. وتقاطعت هذه المعلومات مع ما أشار إليه مسؤولون أتراك لجهة تزايد تدفق اللاجئين باتجاه الأراضي التركية في الساعات الأخيرة، وهم يحملون معهم العديد من الجرحى، الذين جرى نقلهم إلى مواقع في مقاطعة هاتاي التركية، وفق شهود عيان. وفي نيويورك، تطرق الأمين العام للأمم المتحدة إلى الوضع السوري، فدعا الحكومة السورية مجددا إلى "احترام حقوق شعبها وإجراء تحقيقات شاملة في ما تردد عن مقتل وتعذيب أطفال". وقال "نوهنا من قبل بإعلان الحكومة الخاص بالعفو والدعوة إلى إجراء الحوار، ولكن للأسف طغت على ذلك الأحداث الأخيرة، وأنا أشعر بالقلق بشكل خاص إزاء ما أبلغ عن مقتل وتعذيب أطفال، يجب إجراء تحقيقات في مثل تلك الأفعال وتقديم مرتكبيها إلى العدالة".