خرجت مظاهرات في مدينة السويداء ، جنوب سوريا , للمطالبة بالحرية، بينما انتشرت قوات من الجيش السوري داخل مدينة بانياس الساحلية لحفظ النظام، هذا في الوقت الذي نفت سوريا الاتهامات الأميركية بتورط إيران في قمع الاحتجاجات. ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن عشرات الأشخاص تظاهروا في السويداء ورددوا «الحرية الحرية» و»بالروح بالدم نفديك يا شهيد»، في إشارة إلى عشرات القتلى الذين سقطوا على أيدي قوات الأمن في درعا ومدن سورية أخرى. وحسب الشهود، فإن قوات الأمن وموالين للرئيس بشار الأسد استخدموا العصى في تفريق المحتجين. ويعد هذا أول احتجاج يسجل في منطقة الدروز السورية منذ منذ بدء المظاهرات المناهضة لحكم الأسد في مدينة درعا قبل قرابة شهر وامتدادها بعد ذلك إلى عدة مدن وبلدات. وتزامنت هذه المظاهرات التي عرفتها السويداء مع انتشار قوات من الجيش السوري داخل مدينة بانياس الساحلية غداة اتفاق قيل أنه تم أبرمه وفد من أهالي المدينة مع القيادة السورية يقضي بدخول الجيش إلى المدينة لحفظ النظام. وقال رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، ليونايتد برس إنترناشيونال، إن الجيش أصدر بيانا تلي عبر مكبرات الصوت في مساجد بانياس يفيد بدخول الجيش إلى ثلاثة أحياء في المدينة، وهي رأس النبع والقصور والقوز، وطلب من الأهالي مساعدته على إزالة الحواجز. و نقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال أن قوات الأمن قامت برفع الحواجز من مدينة درعا بعد لقاء بين الرئيس الأسد ووفد من وجهاء المدينة . وقال شهود عيان إن الجيش وقوات الأمن السورية بدأت برفع الحواجز من مدينة درعا، وهو ما كان اتفق عليه وفد وجهاء المحافظة في لقائهم الرئيس الأسد. وأضاف أن الأسد قال لهم إنه سيسامح من اعتدى على تمثال والده الراحل حافظ الأسد، ومن مزق صورته، قائلا لهم إن هؤلاء هم إخوتي وأبنائي. و كان نشطاء سوريون دعوا على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، إلى مظاهرات جديدة أمس الجمعة فيما أطلقوا عليها جمعة الإصرار. وقال الناشطون على صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011 التي جمعت أكثر من 114 ألف مؤيد، إنهم يدعون لمظاهرة الجمعة في جميع المحافظات السورية «للإصرار على المطالب, وللإصرار على الحرية, وللإصرار على السلمية». من جهة ثانية ، نفت الخارجية السورية الاتهامات الأميركية بتورط إيران في قمع حركة الاحتجاجات في سوريا. ونقل التلفزيون عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إنه «لا صحة لإعلان الخارجية الاميركية بخصوص وجود دليل على المساعدة الإيرانية لسوريا في قمع الاحتجاجات». وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية ، مارك تونر، أعلن في وقت سابق إن لدى واشنطن معلومات ذات مصداقية حول قيام إيران بمساعدة سوريا على قمع المتظاهرين. وأعرب تونر عن قلق واشنطن إزاء ما وصفه بالدعم المادي الإيراني للحكومة السورية. قبل هذا خرجت مئات النساء ، من سكان بلدة البيضا الساحلية السورية، للاعتصام بعد اعتقال العديد من الأشخاص ، في حين ذكرت وسائل إعلامية ظهور علامات انشقاق في صفوف السلطات السورية حول تعاملها مع المتظاهرين. وحسب وكالة فرانس برس، فإ ن أكثر من خمسة آلاف سيدة من قرية البيضا ( 10 كلم جنوب مدينة بانياس غرب سوريا) والقرى المجاورة لها، اعتصمن في الطريق العام بين بانياس وطرطوس. ونقلت عن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان في سوريا ، رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي قوله إن الاعتصام كان «للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الذين اعتقلوا يوم (الثلاثاء)». وكانت قوات الأمن السورية قد ألقت القبض على 350 شخصا من سكان البيضا والمناطق المجاورة مع اتساع نطاق احتجاجات لم يسبق لها مثيل ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وقال محام ناشط في مجال حقوق الإنسان، إن السلطات السورية أحضرت طاقما تلفزيونيا إلى بلدة البيضا، وأجبرت الرجال، الذين قبضت عليهم ، على أن يهتفوا «بالروح بالدم نفديك يا بشار» أمام عدسات الكاميرات. ونقلت وكالة رويترز عن المحامي -الذي رفض نشر اسمه- أن «سوريا هي الدولة البوليسية العربية بامتياز، لكن النظام ما زال يراقب رد الفعل الدولي، وعندما يشعر أن رد الفعل ضعف، فإنه سيصبح أكثر دموية». وأضاف نشطاء أن أفرادا من الشرطة السرية السورية وجنودا حاصروا بلدة البيضا ، يوم الثلاثاء الماضي، ودخلوا المنازل للقبض على الرجال ممن تقل أعمارهم عن 60 عاما، وأضافوا أن أصوات أعيرة نارية سمعت، وأن رجلا واحدا على الأقل قتل. وأكد هؤلاء لوكالة رويترز أن البيضا استهدِفت لأن سكانها شاركوا بمظاهرة في بانياس الأسبوع الماضي، حيث ردد خلالها المحتجون هتافا يقول «الشعب يريد إسقاط النظام».