السوريون يشيعون قتلاهم في أولى أيام رمضان والجيش يقتحم مدنا سورية أخرى ارتفعت حصيلة قتلى الهجمات التي شنتها القوات السورية أمس والليلة الماضية على حماة ودير الزور ومدن وبلدات أخرى متجاوزة 150 قتيلا إضافة إلى مئات الجرحى في تصعيد وُصف بالدموي من جانب نظام الرئيس بشار الأسد. وقابل المحتجون توسيع القوات السورية دائرة استهدافها للمدن والبلدات المنتفضة بمظاهرات جديدة الليلة الماضية، ودعوا إلى إضراب عام، وسط أنباء عن انشقاقات متزايدة في صفوف الجيش. وقد شهدت سوريا الأحد أكثر أيامها دموية منذ تفجر الاحتجاجات ضد نظام الأسد منتصف مارس الماضي بسقوط أكثر من 150 قتيلا بينهم 130 تقريبا في مدينة حماة (وسط) التي اجتاحتها قوات كبيرة من الجيش والقوى الأمنية مدعومة بعشرات الدبابات والآليات. وبعد حصار استمر شهرا، اقتحمت القوات السورية حماة من عدة محاور، فيما بدا محاولة لمعاقبة المدينة التي يبلغ عدد سكانها 800 ألف، وشهدت مؤخرا مظاهرات ضخمة تطالب بإسقاط النظام. وأعاد اقتحام المدينة شبح المذبحة التي شهدتها عام 1982 على يد قوات الرئيس السابق حافظ الأسد، وسقط فيها ما يصل إلى 40 ألف قتيل. وقالت منظمات سورية لحقوق الإنسان وناشطون في لجان التنسيق المحلية إن عددا كبيرا من القتلى والجرحى أصيبوا في الرأس والصدر برصاص القناصة، فيما سقط مدنيون آخرون بقذائف الدبابات التي دمرت إحداها منزلا على رؤوس ساكنيه. وقال أحد السكان لرويترز إن القناصة تمركزوا فوق أسطح مبنى شركة الكهرباء، والسجن الرئيسي بالمدينة، وتم قطع التيار الكهربائي عن معظم الأحياء الشرقية لحماة. ووفقا لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية، فإن ما لا يقل عن 400 مدني أصيبوا في اقتحام حماة، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد الجرحى فاق طاقة مستشفيات المدينة. وبث ناشطون على موقع الثورة السورية شريطا مصورا لطفل أكدوا أن أفرادا من مليشيات النظام (الشبيحة) ذبحوه بسكين في عملية اقتحام حماة التي قوبلت بتحذيرات غربية لنظام الأسد. من جهته أكد المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي -المقيم في لبنان حاليا- أن الدبابات قصفت عدة مناطق لدى اجتياحها المدينة. وبث ناشطون تسجيلا مصورا يظهر فيه سكان يصافحون جنودا انشقوا وفي حوزتهم خمس دبابات. وفي مقابل رواية السكان، تحدثت الحكومة السورية عن «مجموعات مسلحة» تروع السكان وتحرق المؤسسات، وهي الرواية نفسها التي رددتها السلطات أثناء اقتحام مدن وبلدات مثل درعا وبانياس وجسر الشغور. وفي ريف حماة، قتل شخصان وجرح عشرات حين فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين تجمعوا للاحتجاج على وإلى الشرق قرب الحدود مع العراق، بدأت القوات السورية الليلة الماضية حملة عسكرية على مدينة دير الزور، وفقا لمصادر من المدينة. وقال جمال السالم عضو لجان التنسيق المحلية في دير الزور للجزيرة إن عدد القتلى ارتفع إلى 25، وأكد أن أحياء في المدينة تعرضت الليلة الماضية لإطلاق نار كثيف، مشيرا أيضا إلى انتشار قناصة. وأضاف أن أرتالا من الآليات العسكرية وصلت إلى دير الزور من طريق حلب, وأكد أن سيارات الأمن والشبيحة تجوب الشوارع وتطلق النار على السكان مباشرة. وذكرت مصادر للجزيرة لاحقا أن حي الجورة بالمدينة تعرض لقصف مدفعي. وفي محافظة دير الزور أيضا، قتل شخص برصاص الأمن في مدينة البوكمال التي تحاصرها الدبابات، وفق المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان. وقتل الليلة الماضية ثلاثة مدنيين برصاص قوات الأمن في درعا جنوب سوريا عقب خروج مظاهرة تندد باقتحام حماة، وترددت أنباء عن انشقاق كبير في اللواء 61 بالجيش السوري. وتحدث ناشطون عن سقوط خمسة قتلى في حمص، وثلاثة في ريف إدلب في مظاهرات تنديدا بالهجوم على حماة، بينما قتلت طفلة في بلدة الحراك القريبة من درعا، التي تعرضت أيضا للاقتحام. وفي بلدة المعضمية بريف دمشق، اعتقلت قوات الأمن 300 شخص، وقطعت الاتصالات والكهرباء عنها، فيما قال دبلوماسي غربي إنه رأى عدة دبابات تدخل البلدة. وقال ناشطون إن عملية اقتحام أخرى استهدفت الليلة الماضية بلدة عربين في ريف دمشق. وفي الوقت نفسه، قال سكان إن قوات الأمن استخدمت قنابل مسمارية في بلدة حرستا بريف دمشق، مما أسفر عن إصابة أكثر من 40 شخصا، بينما شهدت بلدة الكسوة حملة اعتقالات واسعة وسط إطلاق نار كثيف. وفي دمشق، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بقطع السلطات الكهرباء والماء عن أحياء بالمدينة مثل ركن الدين والقابون.